ارتفع سعر النفط إلى أعلى من 60 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ أكثر من عام مع محدودية الموارد العالمية وتحسن منظور الطلب مع نشر لقاحات كوفيد-19.
وارتفعت العقود الآجلة في لندن بنسبة 1.2% بعد تحقيقها لمكاسب للأسبوع الثالث. بعد عام من انتشار الوباء الذي أبقى الملايين في منازلهم، ومنع الطائرات من التحليق وأدى لانخفاض الطلب على الوقود بشكل مريع، لكن التعافي في الاستهلاك إلى جانب التخفيضات على الإنتاج يقودان نحو تضييق سريع في الأسواق. كانت الفروقات الزمنية على المؤشر العالم لنفط برنت والنفط الأمريكي ثابتة مؤخراً ضمن هيكلية رجعية، ما يشير إلى صعود وشيك للسوق.
ورغم أن عدد السفن التي تبحر نحو الصين قفز إلى أعلى مستوى له في ستة أشهر يوم الجمعة، ما يشير إلى طلب نشط من أكبر مستورد في العالم، إلا أن نخبة المتداولين المستقلين مثل "فيتول" (Vitol) و"غونفور غروب" (Gunvor Group) عبروا عن حذرهم بشأن الارتفاع الأخير في الأسعار. كما يُظهر مؤشر فني واحد على الأقل أن هناك مبالغة في شراء النفط ولا بد من حدوث تصحيح.
ارتفعت أسعار النفط منذ نهاية أكتوبر بعد التوصل إلى لقاحات كوفيد 19 وبعد أن تعهدت المملكة العربية السعودية بزيادة تخفيضات الإنتاج. وتعهدت دول مجموعة "أوبك+" بتصفية فائض الإنتاج الذي تسبب به الوباء، لكن لا تزال هناك مخاوف بشأن الطلب في المستقبل القريب، مع انتشار سلالات جديدة من الفيروس في الولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم تتصارع مع الإغلاقات المفروضة.
وقال مايكل ماكارثي، كبير استراتيجي الأسواق في "سي إم سي ماركتس آسيا باسيفك" (CMC Markets Asia Pacific) في سيدني: "توحي الصوة الأساسية للتحسن في الطلب والانضباط من جانب العرض بوجود نقلة واضحة في السوق. كان التزام "أوبك+" أساسياً في الحصول على هذه المكاسب".
الأسعار
ارتفع سعر برميل نفط برنت في تسويات شهر أبريل 69 سنتاً ليصل إلى 60.03 دولار للبرميل في بورصة "آي سي إي" (ICE) الأوروبية للعقود الآجلة عند الساعة 1:32 مساءً بتوقيت سنغافورة بعد صعوده إلى أعلى مستويات شهدتها الصناعة منذ 29 يناير 2020. كما ارتفعت العقود الآجلة القريبة الاستحقاق بنسبة 6.2% في الأسبوع الماضي.
وكسب نفط غرب تكساس الوسيط لشهر مارس 1.2% مرتفعاً إلى 57.53 دولاراً في بورصة نيويورك التجارية بعد إضافة 1.1% يوم الجمعة. كما ارتفعت العقود الآجلة في النفط الخام 1.6% لتصل إلى 363.9 يوان للبرميل في بورصة شنغهاي الدولية للطاقة.
واستمر الطلب الصيني في تحفيز السوق، رغم المخاوف بشأن الموجات الجديدة لانتشار الفيروس. كانت هناك 127 ناقلة نفط عملاقة تتجه يوم الجمعة إلى البلاد، والتي إن كانت محملة بالكامل، فستوصل ما يزيد عن 250 مليون برميل. قال بين فان بيوردين كبير المديرين التنفيذيين لشركة "رويال دوتش شل" (Royal Dutch Shell) في الأسبوع الماضي إن مبيعات الوقود في الصين عادت "إلى نمط النمو الكبير".
وقال مايك موللر، رئيس عمليات "فيتول" في آسيا يوم الأحد في مقابلة مع "غلف إنتليجينس" (Gulf Intelligence) الاستشارية التي يقع مقرها في دبي: "يبدو السوق وكأنه يسبق نفسه فيما يتعلق بالنشوة المترافقة مع نشر اللقاحات". من غير المحتمل تحقيق مكاسب أعلى من 60 دولاراً للبرميل لأن هذا سيدفع بشركات الطاقة إلى تكثيف الإنتاج، كما قال توربجورن تورنكفيست كبير المديرين التنفيذيين في "غونفور" يوم الجمعة.