يبحث البنك الأوروبي للاستثمار، التابع للاتحاد الأوروبي، عن شركاء للاستثمار في الهيدروجين الأخضر في المغرب خلال السنوات القليلة المقبلة، حسب ليونيل رابايل، مدير عمليات التمويل لبلدان الجوار في البنك في تصريح لـ"اقتصاد الشرق".
بلغت استثمارات البنك في المملكة نحو 2.5 مليار يورو (تعادل 27.6 مليار درهم) ما بين 2017 و2022 في قطاعات الصناعة والطاقات المتجددة والنقل المستدام والصحة والتعليم. وخلال العام الماضي تضاعفت المبالغ المرصودة للمغرب إلى 381 مليون يورو مقارنةً بعام 2021.
أشار رابايل، على هامش مؤتمر صحفي نُظِّم في العاصمة الرباط، الأربعاء، إلى أن البنك بدأ محادثات مع عدد من المستثمرين من القطاع الخاص والوكالة الحكومية للطاقة المستدامة (MASEN) في المغرب لبحث فرص الاستثمار في الهيدروجين الأخضر.
رجح المسؤول في البنك أن يجري البت في هذا الاستثمار خلال العامين المقبلين، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب بضعة مئات الملايين من اليوروات، بناءً على تجارب الاستثمار في الدول الأخرى في هذا المجال.
للبنك الأوروبي استثمارات عدة في مشاريع للطاقات المتجددة في المغرب، منها محطة "نور ورزازات" للطاقة الشمسية، إضافة إلى مزارع لطاقة الرياح، كما قدم العام الماضي قرضاً للمكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) بقيمة 200 مليون يورو لدعم الانتقال نحو النقل المستدام ومنخفض الكربون.
إمكانيات الهيدروجين
قال رابايل إنّ المغرب يتوافر لديه كل الشروط لجذب الاستثمارات في مجال الهيدروجين الأخضر، خصوصاً عامل القُرب من الأسواق الأوروبية والإمكانيات المتاحة من الطاقات المتجددة في المملكة.
تصل إمكانات الطاقة الشمسية في المغرب إلى 1000 غيغاواط، وطاقة الرياح إلى 300 غيغاواط. وتبلغ القدرة المتاحة حالياً من الطاقة المتجددة نحو 4,151 ميغاواط، تمثل 38% من القدرة الكهربائية المركبة في البلاد، مع وجود خطط أيضاً لزيادتها إلى 52% بحلول 2030.
يعتبر البنك الأوروبي للاستثمار أن الهيدروجين الأخضر هو الحل الأمثل للوصول إلى الخطوات الأخيرة لإزالة الكربون من الاقتصاد، وأنشأ العام الماضي صندوقاً لتمويل عمليات المساعدة الفنية للدول في هذا المجال.
في دراسة سابقة، قال البنك الأوروبي إن القارة الأفريقية يمكنها إنتاج 50 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بفضل الطاقة الشمسية بحلول 2035 وبكلفة أقل من يوروين للكيلوغرام الواحد، أي أقل من الكلفة الحالية التي تناهز 5 يوروات.
مخطط المغرب
وفقاً لمجلس الطاقة العالمي (World Energy Council) يُعتبر المغرب من الدول الست في العالم التي تمتلك إمكانات كبيرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهو ما شأنه أن يؤهل البلاد للاستحواذ على 4% من الطلب العالمي بحدود عام 2030.
يخطط المغرب لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وفق سيناريو متفائل، بالاعتماد على إمكانياته في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، ما من شأنه تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.
يحتاج المغرب إلى استثمارات تراكمية بـ90 مليار درهم (8.5 مليار دولار) بحلول 2030 و760 مليار درهم (72 مليار دولار) في عام 2050 للاستجابة للطلب المحلي والدولي على الهيدروجين الأخضر، على أن تخصص لزيادات قدرات إنتاج الطاقة المتجددة والمحللات الكهربائية ومصانع تحلية مياه البحر ومصانع لإنتاج الوقود الصناعي.