أدى إقبال الهند على شراء النفط الروسي بسعر مخفض إلى زيادة العجز التجاري مع موسكو، وجعل خطة التعامل بالروبية عديمة الجدوى بعد الترويج لها كثيراً.
استمرت الفجوة بين صادرات وواردات الهند من روسيا، في الارتفاع، مما يجعل آلية الدفع بالعملة المحلية دون جدوى، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم كون المناقشات خاصة.
أوضح الأشخاص أنه لم يتم البدء في تسوية المدفوعات بالعملة الهندية كون البنوك الروسية لا ترغب في التراكم الفائض للروبية.
أظهرت بيانات وزارة التجارة الهندية أن واردات نيودلهي من روسيا خلال ثمانية أشهر حتى نوفمبر 2022 كانت ما يقرب من 16 ضعف صادراتها إلى موسكو.
أدت الحرب الروسية مع أوكرانيا، التي دعت إلى فرض عقوبات بقيادة الولايات المتحدة، إلى طرح فكرة التعامل بالروبية، بعدما عززت الهند شراء النفط بسعر مخفض من موسكو، لاحتواء فاتورة الاستيراد المتزايدة وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
مثلت الآلية نموذجاً لصياغة ترتيبات مماثلة مع دول أخرى مثل موريشيوس وسريلانكا.
قد يؤدي التقدم البطيء في تسوية التعاملات بالروبية مع روسيا إلى زيادة الضغط على العملة المحلية التي تراجعت بأكبر وتيرة مقابل الدولار بين العملات الآسيوية الناشئة في الأشهر الـ12 الماضية.
تقليل الاعتماد على الدولار
تراهن الهند على إضفاء الطابع الدولي على الروبية لتقليل الطلب على الدولار، وجعل اقتصادها أقل عرضة للصدمات العالمية بعد اتساع عجز الحساب الجاري، وهو أوسع مؤشر للتجارة في السلع والخدمات، إلى مستوى قياسي خلال الفترة بين يوليو وسبتمبر 2022.
التقى مسؤولون من البلدين الشهر الماضي لمناقشة سبل تعزيز الصادرات إلى روسيا في قطاعات مثل الإلكترونيات، بحيث يمكن إعادة آلية التعامل بالروبية إلى مسارها، إذ يبحث المتعاملون عن طرق أخرى للتسوية.
كان بنك الاحتياطي الهندي أعلن في يوليو عن خطة تسمح بتسوية التجارة الخارجية بالروبية. وبعد سبعة أشهر من الإعلان، اقتصرت الآلية إلى حد كبير على مدفوعات استيراد المعدات الدفاعية، حسبما قال الأشخاص.
ذكر مسؤول تنفيذي لدى شركة "بهارات بتروليوم" (Bharat Petroleum Corp. Ltd)، طلب عدم ذكر اسمه، إن تسوية المستحقات بالروبل يمثل تحدياً أيضاً لعدم وجود سعر صرف ثابت للعملة، مضيفاً أن المصافي تفضل الدفع بالدرهم الإماراتي المرتبط بالدولار.
تتعامل أكبر شركة هندية من حيث القيمة السوقية "ريلاينس إندستريز" و"بي بي سي إل" (BPCL)، ضمن شركات التكرير الهندية، بالدرهم لسداد مستحقات بعض شحنات الخام الروسي لتجاوز العقوبات الغربية.
لم يعلق المتحدثون الرسميون باسم وزارتي الشؤون الخارجية والتجارة في الهند فوراً على الأمر.
ارتفاع قياسي في الواردات
تُعد روسيا حالياً أكبر مورد للنفط الخام إلى الهند متجاوزة العراق والسعودية. في ديسمبر الماضي، اشترت الدولة الواقعة في جنوب آسيا 1.2 مليون برميل من النفط الخام من روسيا يومياً- وهو رقم ضخم يزيد بمقدار 33 ضعفاً على أساس سنوي.
في حين يواصل النفط الخام الهيمنة على التجارة الثنائية بينهما، قفزت الواردات من مواد مثل زيت عباد الشمس والأسمدة خلال الأشهر القليلة الماضية.
نتيجة لذلك، ارتفعت واردات الهند من روسيا بأكثر من 400% في ثمانية أشهر حتى نوفمبر 2022 على أساس سنوي، في حين انخفضت الصادرات 14%، مما يُظهر نجاحاً طفيفاً في جهود الحكومة لتحسين الشحنات المتجهة إلى موسكو.
قال أجاي ساهي المدير العام والرئيس التنفيذي لاتحاد منظمات التصدير الهندية: "على حد علمنا، لم تتم تسوية معاملات بالروبية الهندية حتى الآن".
