أكدت اللجنة الوزارية المشتركة لمنظمة "أوبك" وحلفاؤها على التزام الدول الأعضاء بالإبقاء على اتفاق خفض الإنتاج الحالي دون تغيير حتى نهاية 2023، وفق بيان صادر عن المنظمة يوم الأربعاء.
"استعرضت اللجنة التي عقدت اليوم بيانات إنتاج النفط الخام لشهري نوفمبر وديسمبر 2022، ولاحظت الالتزام الكلي لدول (أوبك) والأعضاء من خارجها لإعلان التعاون"، بحسب البيان الصادر عن الاجتماع السابع والأربعين.
أكد أعضاء اللجنة الوزارية المشتركة مجدداً التزامهم بالاتفاقية على النحو المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين لتحالف "أوبك+" الذي عقد في 5 أكتوبر 2022 ، وحثوا جميع الدول المشاركة على تحقيق الامتثال الكامل والالتزام بآلية التعويض.
في أكتوبر الماضي، اتفق أعضاء المجموعة على خفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يومياً بدءاً من نوفمبر 2022، وتمديد "إعلان التعاون" حتى نهاية 2023. كان هذا الخفض هو الأكبر منذ جائحة كورونا، والثاني على التوالي لـ"أوبك+" بعد أن خفّض التحالف الإنتاج بشكل رمزي بـ100 ألف برميل يومياً باجتماع سبتمبر من العام الماضي.
ومن المقرر عقد الاجتماع القادم للجنة الوزارية المشتركة في 3 أبريل 2023.
كان مصدر مطّلع قد قال لـ"اقتصاد الشرق" في وقت سابق من اليوم إنَّ اللجنة الوزارية للتحالف المعروف باسم "أوبك+" قد قررت الإبقاء على سياساتها الإنتاجية الحالية بخفض قدره مليونا برميل يومياً، وهو المتفق عليه في أكتوبر الماضي".
قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الذي يمثل البلاد في اجتماعات "أوبك+"، لقناة روسيا 24: "يتفق الجميع على أنَّ الوضع مستقر تماماً في السوق.. بالطبع؛ نرى عدداً كبيراً من الشكوك تتراوح من التضخم وأسعار الفائدة إلى الطلب الصيني".
شهدت أسعار النفط انطلاقه صعبة في 2023، حيث تلاشى الارتفاع الذي حققته في منتصف يناير بحلول نهاية الشهر. ودفع ذلك منظمة "أوبك" إلى توخي الحذر حتى مع توقُّع بنوك الاستثمار العالمية ارتفاع الأسعار في وقت لاحق من هذا العام.
أدى قرار الصين بإلغاء ما يقرب من 3 سنوات من عمليات الإغلاق الصارمة لمواجهة فيروس كورونا إلى انتعاش السفر في أكبر مستورد للنفط في العالم. قفزت الرحلات الجوية المحلية بنسبة 80% مع تدفق السياح إلى الوجهات المحلية الشهيرة. ومع ذلك؛ ما تزال المعنويات هشة، إذ تُظهر المؤشرات الرئيسية انتعاشاً اقتصادياً ضعيفاً بعد أن اضطرت البلاد إلى التعامل مع عودة ظهور حالات كوفيد، وفق "بلومبرغ".
الأمين العام لمنظمة "أوبك" هيثم الغيص، قال في وقت سابق إنَّه "متفائل بحذر" بشأن الاقتصاد العالمي، إذ سيخفف الانتعاش الناشئ في الصين من تأثير ضعف الاقتصادات المتقدّمة. ومن جهته، أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أنَّ "أوبك+" سيكون "استباقياً وحذراً" للحفاظ على توازن الأسواق.
يواجه تحالف "أوبك+" آفاقاً متقلّبة لسوق النفط، سواء لناحية العرض أو الطلب، مع قرب دخول العقوبات الأوروبية على خام روسيا حيّز التنفيذ، وذلك بموازاة تخفيف الصين مبدئياً للإجراءات المتعلقة بسياسة "صفر كوفيد" التي أدّت إلى تراجع الاستهلاك بشكل ملحوظ لدى أكبر مستورد للنفط في العالم.