تُسلم روسيا كميات قياسية من شحنات خام الأورال الرئيسي في عرض البحر، في إطار مساعيها للتغلب على تكاليف الشحن، التي ارتفعت عقب فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على البلاد.
من المرجح تسليم ما مجموعه 19 مليون برميل من النفط الخام الروسي بحراً خلال الشهرين الجاري والمقبل، وفق بيانات تتبع الناقلات التي جمعتها "بلومبرغ". ومن المرجح أن يشهد يناير الجاري وحده نقل كميات قياسية قدرها 14 مليون برميل.
في أوائل ديسمبر الماضي، حظر الاتحاد الأوروبي جميع واردات النفط الخام تقريباً الوافدة من روسيا، وانضم إلى خطط مجموعة السبع، التي تحدد سقفاً لسعر براميل النفط الروسي المباعة. هذه الإجراءات تسببت في ارتفاع تكاليف الشحن وسط صعوبة العثور على سفن لنقل الخام.
تعد عمليات تسليم الشحنات في عرض البحر -التي كانت قد توقفت تماماً تقريباً قبل الحظر ووضع سقف السعر- طريقة أكثر فاعلية لإيصال الخام الروسي إلى المشترين، ومن المفترض أن تساعد في خفض فواتير الشحن هذه بمرور الوقت.
نقل النفط من سفية لأخرى
بموجب خطط مجموعة السبع، فإن السفن المشاركة في عمليات النقل من سفينة إلى أخرى بإمكانها استخدام التأمين المعتمد في القطاع، طالما أن الشحنات الكامنة على متنها تُباع بسعر 60 دولاراً للبرميل أو أقل.
يعد النقل من سفينة إلى أخرى طريقة معروفة في تجارة النفط، بجانب أنها تجري على مرأى تام من أنظمة التتبع عبر الأقمار الصناعية. وأصبحت مواقع مثل مدينة سبتة على الساحل الشمالي لأفريقيا، ومدينة كالاماتا الجنوبية في اليونان، من الأماكن النشطة مجدداً في هذا الصدد.
تسمح عمليات النقل هذه أيضاً للناقلات المحصنة ضد الجليد بالبقاء على مسافة أقرب من بحر البلطيق الروسي، خاصة وسط اشتداد الحاجة لمثل هذه السفن خلال طقس الشتاء، وكلما أبحرت أكثر استغرقت فترة أطول للعودة.
توسيع أسطول الشحنات الروسية
نُقل معظم خام الأورال الروسي على متن ناقلات صغيرة نسبياً لمسافة تمتد آلاف الأميال إلى آسيا بسبب الحظر الأوروبي. وهذا الأمر أدى إلى توسيع الأسطول، وارتفاع أسعار الشحن بالنسبة للناقلات الأصغر حجماً، التي تعد غير مهيأة إلى حد كبير لنقل الشحنات التجارية لمسافات طويلة.
حتى الآن، يشارك في تسليم خام الأورال بعرض البحر إجمالي خمس ناقلات نفط كبيرة للغاية، والمعروفة اختصاراً باسم (VLCCs)، وهي أكبر السفن الرئيسية في القطاع.
أكملت ثلاث ناقلات من بين هؤلاء الخمس هذه العملية في سبتة وأبحروا إلى آسيا. فيما تنتظر ناقلتا نفط عملاقتان في سبتة، ويُتوقع أن تصل 6 سفن من طراز "أفراماكس" على الأقل -التي تتمتع بثُلث سعة النقل مقارنة بناقلات النفط العملاقة تقريباً- إلى المدينة نفسها نهاية الشهر الجاري بعد تحميلها خام الأورال من موانئ البلطيق.
