تستعد شركة "إيني" الإيطالية للمضي قدماً في استثمار محتمل بقيمة 8 مليارات دولار في حقلين للغاز الطبيعي في ليبيا، وفقاً لشركة الطاقة المملوكة للدولة التي تقع في شمال أفريقيا، في إطار تصعيد إيطاليا جهودها من أجل التوقف عن الاعتماد على الإمدادات الروسية.
الشركة التي يقع مقرها في روما سوف توقع اتفاقاً مع "المؤسسة الوطنية للنفط" في طرابلس خلال عطلة هذا الأسبوع، وفق تصريحات رئيس المؤسسة فرحات بن قدارة لقناة تلفزيونية محلية.
يقع الحقلان في البحر قرب سواحل المتوسط، ويقدر إنتاجهما المحتمل بنحو 850 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، وفقاً لفرحات.
رفضت شركة "إيني" التعليق عند اتصال "بلومبرغ" بها.
ليبيا تضخ الغاز فعلاً إلى إيطاليا عبر خط أنابيب "غرين ستريم"، رغم أنه لا يعمل بكامل طاقته التشغيلية.
تتطلع "إيني" كذلك إلى زيادة استثماراتها في الغاز الطبيعي في الجزائر ومصر. وقد سافر رئيسها التنفيذي كلوديو ديسكالزي هذا الأسبوع إلى العاصمة الجزائرية إلى جانب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني.
تمتلك ليبيا بعضاً من أكبر احتياطيات الغاز والنفط في أفريقيا، علاوة على أنَّ قربها الشديد من أوروبا قد يجعل منها واحدة من أكبر الدول الموردة للطاقة إلى القارة. غير أنَّ صادرات ليبيا تعطلت منذ فترة طويلة بسبب الصراعات.
الأزمة السياسية
دخلت البلاد في حالة من الفوضى والحرب الأهلية بعد إزاحة معمر القذافي من السلطة في عام 2011. وأصبح إنتاجها النفطي شديد التقلب – إذ تدهور أحياناً إلى الصفر تقريباً – حتى أدى وقف لإطلاق النار في منتصف 2020 إلى مزيد من الاستقرار في موانئ وحقول النفط والغاز.
الوضع السياسي مازال مشحوناً ومتوتراً وتتنازع على السلطة حكومتان متنافستان، إحداهما مقرها في طرابلس والأخرى مقرها في سرت.
استثمار "إيني" سيصبح الأكبر في ليبيا منذ سنوات. وقالت الشركة، التي عملت في ليبيا منذ خمسينيات القرن الماضي، إنها ترغب في أن تنطلق باستثمارات في قطاعات النفط والغاز والطاقة الشمسية هناك.
تستخرج ليبيا 1.5 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز وتعتزم زيادتها إلى 4 مليارات، وفق تصريحات بن قدارة في المقابلة التلفزيونية. وقد أضاف أن ليبيا تهدف إلى زيادة إنتاج النفط إلى مليوني برميل يومياً بدلاً من 1.26 مليون خلال ثلاثة إلى خمسة أعوام.
