هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر من العام الماضي مع تخفيض المتعاملين مراكزهم الاستثمارية في القطاع وسط موجة بيع واسعة في الأسواق. وتأثرت مشاعر الثقة في أسواق الطاقة سلباً نتيجة موجة البيع والمخاوف المرتبطة بزيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
انخفضت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت إلى أقل من 80 دولاراً يوم الثلاثاء، بعد عزوف واسع النطاق عن الأصول عالية المخاطر. واستقرت أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط قرب 74 دولاراً للبرميل، وفقدت بذلك جميع مكاسبها في العام الحالي.
هذا التراجع يأتي على خلفية تدهور متواصل في مستوى السيولة في أسواق النفط، إذ بلغت السيولة في عقود "برنت" أدنى مستوى لها منذ عام 2015، مع خفض المتعاملين مراكزهم الاستثمارية في آخر شهور السنة الحالية.
في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، قال إدوارد مويا، رئيس بحوث السلع في بنك "سيتي غروب" إن المتعاملين "يهربون من السوق" بسبب حركة الأسعار "السخيفة" التي تشهدها في الآونة الأخيرة. وأضاف: "نحن نتجه نحو نهاية العام، ومن حققوا بعض المكاسب في هذه السنة لا يريدون أن يخسروا أياً منها".
التداعي الحر
بنية السوق النفطية أيضاً تشهد حالة من التداعي الحر، مع تدهور أحد المؤشرات على التداول في الولايات المتحدة إلى أضعف مستوى له منذ عامين، في إشارة إلى وفرة المعروض في الأمد القريب.
تختبر السوق أيضاً تأثير آخر جولة من القيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع على روسيا بهدف معاقبة موسكو على الحرب في أوكرانيا.
وتشمل هذه العقوبات قيوداً على خدمات التأمين وسقفاً سعرياً يبلغ 60 دولاراً لبرميل النفط الروسي. أما التأثير الرئيسي الضار حتى الآن لهذه العقوبات فقد جاء في صورة ملايين البراميل العالقة من النفط بالقرب من تركيا.
أسعار عقود النفط الآجلة
انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر يناير بقيمة 2.68 دولار مستقرة على 74.25 دولار للبرميل في نيويورك. |
هبطت عقود برنت تسليم شهر فبراير بقيمة 3.33 دولار لتستقر على 79.35 دولار للبرميل. |
في نفس الوقت، أقدمت السعودية على تخفيض أسعار معظم صادراتها النفطية إلى دول آسيا، بما في ذلك أسعار النفط العربي الخفيف، في إشارة إلى استمرار ضعف الطلب.
هذه الخطوة تأتي متسقة إلى درجة كبيرة مع توقعات مصافي النفط والمتعاملين، وفقاً لمسح أجرته "بلومبرغ". وقد انخفض السعر الآن إلى أدنى مستوى له منذ مارس الماضي.