فشلت المباحثات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في تحديد مستوى سقف الأسعار على النفط الروسي المقترح من مجموعة الدول السبع مساء الأربعاء مع انقسام الحكومات حول كيفية صياغة الخطة المقترحة، وفقاً لأشخاص مطلعين.
الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي اقترحت مستوى يبلغ 65 دولاراً للبرميل، وهو ما رفضته بولندا ودول البلطيق باعتباره مغاليا في سخائه مع موسكو، بحسب أولئك الأشخاص.
غير أن دولاً عديدة من تلك التي لديها صناعة نقل بحري كبيرة، ومنها اليونان ومالطا، لم ترغب في أن ينخفض سقف الأسعار عن 70 دولاراً للبرميل، وهو الحد الأعلى في النطاق الذي طرحه الاتحاد الأوروبي في وقت مبكر من يوم الأربعاء.
من المقرر أن يجري سفراء الاتحاد مزيداً من المباحثات في ليلة الأربعاء، وإذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فقد يعودون إلى الاجتماع في وقت مبكر يوم الخميس لمواصلة المناقشة. كذلك ينتظر أن يجتمع وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي يوم الخميس لمناقشة إجراءات احتواء أسعار الغاز الطبيعي.
طريقة براجماتية وفعالة
المستشار الألماني أولاف شولتز قال للصحفيين مساء الأربعاء: "نحن نبحث عن طرق لكيفية إنجاح هذا الاقتراح والوصول إلى أساس مشترك حتى يمكن تطبيقه بطريقة براجماتية نموذجية وفعالة، وفي نفس الوقت تجنب أن يؤدي ذلك إلى مساوئ كبيرة بالنسبة إلى دول الاتحاد الأوروبي. غير أنه من جانبي، فإنني أؤكد على أنني واثق تماماً من أننا سوف ننجز ذلك قريباً".
سقف الأسعار الذي يبلغ 65 دولاراً للبرميل ربما يتجاوز كثيراً تكلفة الإنتاج في روسيا، ولأن روسيا تبيع نفطها بالفعل بأسعار منخفضة، فإن فرض سقف مرتفع ربما يكون تأثيره محدوداً للغاية على تعاملاتها.
كان الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع يأملان في الاتفاق على مستوى سقف الأسعار يوم الأربعاء، غير أن ذلك المستوى ينبغي أن يحظى بموافقة ودعم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حتى يتم التصديق عليه.
أهداف غامضة
انخفضت أسعار النفط في بداية يوم الأربعاء بعد أن نشرت "بلومبرغ" تقريراً حول نطاق الأسعار المقترح. وكان أحد أسباب رفضه على ما يبدو من جانب التجار هو أن شركات التأمين والشحن البحري يجب أن تتأكد من أن الشحنات التي تحملها بيعت بأسعار أدنى من سقف الأسعار. فإذا جاء سقف الأسعار قريباً من مستوى الأسعار المنخفضة الحالية، تستطيع روسيا أن تزعم أن الأمور تسير كالمعتاد.
قال سايمون تاغليابيترا، باحث أول في مركز أبحاث "بروغل" في بروكسل: "إن النفط الروسي يباع حالياً بأسعار منخفضة مقارنة مع مزيج برنت، وتدور أسعاره حول 65 دولاراً للبرميل، فإذا تحدد سقف الأسعار من قبل مجموعة الدول السبع عند نفس المستوى، فلن يضر كثيراً بروسيا".
أهداف سقف الأسعار كانت دائماً غامضة، فالولايات المتحدة ترغب في التأكد من استمرار تدفق الخام الروسي وفي نفس الوقت تخفيض إيرادات موسكو. وفي البداية، كانت عقوبات الاتحاد الأوروبي تركز على تخفيض إيرادات آلة الحرب التابعة لفلاديمير بوتين. وكانت نتيجة المناقشات الصعبة لسقف الأسعار هي تخفيف تأثير العقوبات الأوروبية الوشيكة.