وكالة الطاقة الدولية: أوروبا تواجه نقصاً في الغاز الطبيعي العام المقبل

أعمال الأنابيب في منشأة  لتخزين الغاز، ألمانيا  - المصدر: بلومبرغ
أعمال الأنابيب في منشأة لتخزين الغاز، ألمانيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تواجه أوروبا نقصاً في الغاز الطبيعي في عام 2023، وقد تكافح للحصول على نصف الكمية التي تحتاجها في الصيف المقبل لإعادة ملء مواقع التخزين، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

أوضحت الوكالة في تقرير اليوم الخميس أنَّ فجوة العرض في العام المقبل قد تصل إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز إذا توقفت تدفقات خطوط الأنابيب الروسية وانتعش الطلب من الصين. وكررت الوكالة دعوتها لاتخاذ إجراءات لخفض الطلب على الغاز لتخفيف أزمة الطاقة.

تعكس هذه التوقُّعات مخاوف من أن يكون الشتاء المقبل أكثر صعوبة من شتاء العام الجاري بسبب طول فترة انخفاض كمية الغاز الواردة من روسيا، التي كانت ذات يوم أكبر مورد لأوروبا.

حتى الآن، أدت الواردات القياسية من الغاز الطبيعي المسال وانخفاض الطلب والطقس الخريفي المعتدل بشكل غير عادي إلى استمرار امتلاء المخازن وتقليل مخاطر نقص الغاز خلال الشتاء.

المنافسة مع الصين

إنَّ ما ساعد أوروبا هذا العام لن يكون مضموناً في عام 2023، إذ من المرجح أن تنخفض الشحنات الروسية بنسبة كبيرة علاوة على زيادة المنافسة مع الصين على المعروض من الغاز الطبيعي المسال.

قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: "نرى أنَّ خطر التهاون والشعور بالرضا الذاتي يتسللان في أجزاء مختلفة من أوروبا خلال النقاش..لكنَّ أوروبا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لتجنّب خطر نقص الغاز الطبيعي في العام المقبل".

قالت وكالة الطاقة إنَّه من المتوقَّع أن تصل شحنات الغاز الروسي إلى حوالي 60 مليار متر مكعب خلال 2022، فمن المحتمل أن تنخفض إلى أقل من نصف ذلك في عام 2023 أو قد تتوقف تماماً.

من ناحية أخرى، قد ينتعش الطلب على الغاز الطبيعي المسال في الصين إلى ما يقرب من مستويات 2021 مع تعافي الاقتصاد بعد عمليات الإغلاق المرتبطة بـكوفيد. قد يمتص الطلب الصيني أكثر من 85% من الزيادة المتوقَّعة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية العام المقبل، ويؤدي إلى خفض الكمية المتاحة لأوروبا.

تحدي الفجوة القائمة

يعني نقص المعروض أنَّ أوروبا قد لا تستطيع الحصول على ما يقرب من نصف الكمية التي تحتاجها لملء مواقع التخزين بنسبة 95% بحلول الشتاء المقبل. قال بيرول إنَّ مرافق التخزين لا يمكن أن تمتلئ إلا بنسبة 65% ما لم يتم تضييق الفجوة "الصعبة" في العرض.

تشير التقديرات إلى انخفاض الاستهلاك بنسبة 11% خلال الشتاء، مقارنة بمتوسط خمس سنوات، وتنهي المنطقة موسم التدفئة بامتلاء مواقع التخزين بحوالي 30%.

قال بيرول إنَّه يعتزم عقد اجتماعات ابتداء من الغد مع "عدة حكومات أوروبية" لدق "ناقوس الخطر بشأن الشتاء المقبل".

تخطط وكالة الطاقة الدولية لتقديم خارطة طريق حول كيفية معالجة نقص المعروض من الغاز خلال العام المقبل عبر تدابير ملموسة محددة على صعيد السياسات، مثل الاستثمار المتسارع في كفاءة الطاقة، ومصادر الطاقة المتجددة، وكذلك تمديد تشغيل محطات الطاقة النووية في بعض البلدان حتى الربيع المقبل أو حتى بعد ذلك، بحسب ما قال بيرول.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك