دافعت السعودية والإمارت عن موقفهما الداعم لقرار "أوبك+" بخفض إنتاج النفط، فيما شددت الدولتان على أنهما متعاضدتان إلى درجة التوأمة في ما يتعلق بزيادة الطاقة الإنتاجية من الخام، ووضع قواعد لمزيج طاقة المستقبل.
قال الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي: "لو نظرنا إلى المؤتمرات التي نستضيفها في السعودية والإمارات، فالرسالة التي نوجهها من خلالها أننا موجودون، ومبادرون، وسنكون يقظين، ولن تثنينا أي من الدعوات المحدودة عن التركيز على مستقبلنا، لأننا إذا فقدنا التركيز على المستقبل فسنكرر ما يحصل اليوم". جاء ذلك في كلمة اليوم الاثنين في أثناء معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، المنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، إذ أضاف الوزير: "هناك كثير مما يمكننا تحقيقه عبر تطلعات التوأمة كما أسميها لنكون نموذجاً لمُنتجي الطاقة وليس النفط فحسب".
تتجه كل من الإمارات والسعودية إلى زيادة إنتاجهما من النفط، فيما يسعى البلَدان إلى توسيع نطاق إنتاجهما من الطاقة المتجددة بجانب الطاقة النووية.
تستهدف المملكة العربية السعودية وصول إنتاجها من النفط إلى 13 مليون برميل بحلول 2027، مما يزيد قليلاً على 10 ملايين برميل يومياً حالياً، فيما تسعى الإمارات أيضا إلى وصول إنتاجها إلى 5 ملايين برميل بحلول 2026 من أقل من 4 ملايين برميل يومياً حالياً.
وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي قال خلال المؤتمر إنّ بلاده و"كذلك الزملاء في (أوبك+) حريصون على إمداد العالم بالطاقة المطلوبة. لسنا المنتجين الوحيدين في العالم، والآخرون عليهم القيام بدورهم. نحن بحاجة إلى ذلك أكثر من أي وقت مضى".
أثارت منظمة البلدان المصدرة للبترول وشركاؤها، وهو تحالف يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا، تحفُّظ البيت الأبيض عبر إقرار خفض إنتاج الخام بمقدار مليونَي برميل يومياً في الاجتماع الذي عُقد في 5 أكتوبر.
أضاف المزروعي في حديثه اليوم أن "منظمة (أوبك) منظمة فنية وستبقى دائماً كذلك لتحقيق التوازن بين العرض والطلب".
مزيج الطاقة
تعمل السعودية والإمارات على زيادة إنتاجهما من النفط الخام، "وكذلك قدرتنا على تكرير النفط الخام وتحويل السوائل إلى كيماويات"، وفق وزير الطاقة السعودي، الذي أكد أن البلدين يعملان على إعادة صياغة مفهوم الهيدروجين بحيث يكون "نظيفاً"، من دون وسمه بـ"أخضر" أو "أزرق" أو "رمادي" أو "زهري".
تضع السعودية نُصب أعينها أن تصبح أكبر مورد للهيدروجين على وجه الأرض، إذ إن احتياطيات الغاز الطبيعي الكبيرة في المملكة تمكِّنها من إنتاج الهيدروجين الأزرق. في الوقت ذاته، بدأت الإمارات في تصدير الأمونيا الزرقاء الشهر الماضي، التي تُصنع من الهيدروجين، والتي يمكن أيضاً حرقها دون إنتاج أي انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون.
البلَدان مصمّمان على أن يكونا المُنتِجين النموذجيين للهيدروكربونات، حسب الأمير عبد العزيز. وقال: "نحن والإمارات نعمل على الوصول إلى خليط الطاقة للمستقبل، لأنه لا خيار أمامنا إلا وضع نظام طاقة حديث يقوم على ثلاثة مبادئ: آمن، ومستدام، وفي متناول اليد. ولأجل ذلك سنكون نحن والإمارات المُنتِج النموذجي للهيدروكربونات مع تحقيق كل أهداف الاستدامة".
تستهدف السعودية أن تشكل مصادر الطاقة المتجددة ما يقارب 50% من مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء بحلول عام 2030، فيما تستهدف الإمارات رفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة من 25% إلى 50%، وتحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.