مع انتهاء حملة "الضغط الأقصى" الأمريكية الآن، قد يصبح عملاء البترول الإيراني أكثر جرأة، رغم استمرار خضوع الخام الإيراني للعقوبات الأمريكية، ولا تزال الصادرات مجرد جزء صغير من المستويات المشهودة منذ ثلاث سنوات قبل حملة دونالد ترمب لإجبار إيران على إعادة التفاوض على الاتفاق النووي، ولكن في ظل سعي الرئيس الجديد، جو بايدن، لإحياء الاتفاق القائم، فقد لاحظت الشركات التي تراقب الإنتاج الإيراني - "بترو لوجيتكس" و"كبلر ليمتد"، و"إس في بي انترناشونال" - ارتفاعا متزايدا.
وقالت سارة فاكشوري، مؤسسة ورئيس "إس في بي": "إن ارتفاع الإنتاج والصادرات يتجاوز التوقعات مع نهج أخف وطأة من بايدن تجاه إيران".
وتتراوح تقديرات الارتفاع - التي لا تزال مبدئية، وليست ضخمة - من حوالي 30 ألفا إلى 50 ألف برميل يوميا في يناير، وهي أقل كثيرا عن تصريحات المسئولين الإيرانيين الذين قالوا الأسبوع الماضي إنهم يتوقعون ارتفاع الصادرات "بقدر كبير" وقدروا أن تعود إلى مستوياتها السابقة خلال شهرين.
ولا تزال الصورة غير واضحة نظرا لأن السفن الإيرانية تقوم عادة بإغلاق أجهزة الإرسال والاستقبال التي تكشف عن موقعها، وظهرت المصاعب التي تواجه طهران الأسبوع الماضي عندما صادرت اندونيسيا سفينة عليها العلم الإيراني لنقلها بشكل غير قانوني البترول إلى سفينة أخرى.
ومع ذلك، فإن الزيادات التراكمية في الشحنات تواصل الصعود، ومن المتوقع أن تتجاوز الصادرات الإيرانية 600 ألف برميل يوميا لأول مرة منذ أبريل، وفقا لـ"بترو-لوجيستكس"، وتقدر "إس في بي" أن التدفقات ارتفعت بنسبة 45% منذ أكتوبر.
ومن غير الواضح ما إذا كانت الشحنات الإضافية تباع بالفعل إلى المصافي أو ببساطة تنقل تحسبا لصفقات لاحقة.
وقال دانيال جيربر، المدير التنفيذي لشركة "بترو-لوجيستكس" الواقعة في جنيف: "في ظل مرور الصادرات الإيرانية بالعديد من عمليات إعادة الشحن وغيرها من الممارسات السرية، من الصعب القول إذا كانت هذه الأحجام الإضافية تشحن إلى المصافي أو تخزن للتسليم السريع بمجرد تخفيف العقوبات".
المشتريات الصينية
وقال جيربر إنه في البيئة الأقل عدائية قد يشعر "المشترون من الصين بالمزيد من الثقة في قدرتهم على الإفلات من عواقب زيادة الواردات"، ويبدو أن التدفقات للصين ارتفعت مؤخرا، وفقا لمتداول في شركة بترول كبيرة في آسيا، طلب عدم الكشف عن هويته.
وتحول النقطة إلى فيضان يعتمد بالكامل على الانفراج الدبلوماسي بين طهران وواشنطن والذي يقول عنه وزير الخارجية الأمريكي المعين حديثا، أنتوني بلينكن، إنه لا يزال "بعيدا جدا".