تنخفض أسعار الغاز الطبيعي في حوض "بيرميان" بغرب تكساس نحو مستوى الصفر، حيث يملأ الإنتاج المزدهر شبكات خطوط الأنابيب، مما يتسبب في تُخمة إقليمية بالوقود.
قال متعاملون إن الغاز في منطقة بحوض "بيرميان" الشاسعة المعروفة باسم "واحة" كان يُتداول مقابل ما بين 20 و70 سنتاً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية أمس الاثنين. هذا بالمقارنة مع العقود الآجلة القياسية الأميركية التي تُتداول حول 5 دولارات وأسعار أوروبية قريبة من 28 دولاراً.
إذا هبطت أسعار غرب تكساس إلى المستوى السلبي، فإن منتجي الطاقة سيدفعون فعلياً لجهة ما لسحب الغاز من أيديهم، وهو أمر لم يحدث منذ عامين.
اقرأ المزيد: قبيل تنفيذ تخفيضات "أوبك+".. عدد منصات الحفر الأميركية يقفز لأعلى مستوى في عامين
تناقض
يوضح انهيار الأسعار التناقض الحاد بين الإمدادات الأميركية الوفيرة من الوقود وأزمة الطاقة المتفاقمة في أوروبا مع اقتراب فصل الشتاء.
تهدد أسواق الغاز الضيقة في أوروبا وآسيا بأن تكون لها تأثيرات غير مباشرة على الديزل والفحم والطاقة في الوقت الذي تتدافع فيه الحكومات وشركات المرافق على الطاقة، وفقاً لـ"بلومبرغ إنتليجنس".
ينبع انخفاض أسعار تكساس من أعمال الصيانة المجدولة لنظامي خط أنابيب "غلف كوست إكسبريس" (Gulf Coast Express) و"إل باسو ناتشورال غاز" (El Paso Natural Gas) لشركة "كايندر مورغان" (Kinder Morgan).
كانت السعة غير الكافية لخطوط الأنابيب في الواقع بمثابة مشكلة طويلة الأجل تؤرق منتجي الغاز في حوض "بيرميان" لسنوات. تزداد نقاط الاختناق سوءاً عندما يُضطر مشغلو خطوط الأنابيب لإجراء الإصلاحات وأعمال الصيانة الوقائية التي تفرض خفضاً مؤقتاً في الضغط أو توقف الشحن.
قال كامبل فولكنر، كبير محللي البيانات في "أو تي سي غلوبال هولدينغز" (OTC Global Holdings)، إن قيود خط أنابيب "بيرميان" لم يتم تخفيفها أبداً"، مما يجعل المنطقة أكثر عرضة للتخمة المفاجئة وتقلب الأسعار.
طالع المزيد: رئيس "الطاقة الدولية": العالم في خضم أول أزمة طاقة حقيقية
رأي خبراء "بلومبرغ إنتليجنس"
قال هينيك فانغ وشيا شينغ شين، المحللان في "بلومبرغ إنتليحنس": "يؤدي الاضطراب الذي حدث في أوائل أكتوبر في تكوين الدوامة القطبية، الأمر الذي يجعلها يطول أمدها، إلى توجيه الهواء البارد نحو نصف الكرة الشمالي العلوي، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأوروبا والصين، كما يشير ذلك إلى طقس قارس في أوروبا. قد يثير ذلك شبح نقص الطاقة مع ارتفاع احتياجات التدفئة، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي والفحم ومنتجات النفط.
أظهرت البيانات التي جمعتها بلومبرغ أن غاز "واحة" كان بلغ مستويات سلبية ثماني مرات في عام 2020 وأكثر من عشرين مرة في عام 2019.