بصفته رئيساً للولايات المتحدة، يمتلك جو بايدن أداة نادراً ما تُستخدم لكنها قوية لتعويض نقص إمدادات الطاقة أو ارتفاع الأسعار المدمر اقتصادياً هي احتياطي النفط الاستراتيجي.
تم تدشينه في أعقاب الحظر العربي للنفط في السبعينيات كشبكة وطنية لأمن الطاقة، ويُعد أكبر إمدادات من النفط الخام في حالات الطوارئ حول العالم، ويتم تخزينه في كهوف ملحية عميقة تحت حراسة مشددة على طول ساحل الخليج الأميركي. في مواجهة ارتفاع أسعار البنزين، فإن إدارة بايدن في خضم أكبر سحب من احتياطي النفطي الاستراتيجي على الإطلاق.
ما مقدار ما تم سحبه من احتياطي النفط الاستراتيجي؟
تم تسليم نحو 165 مليون برميل من النفط الخام أو وضعه بموجب عقد منذ الربيع، عندما أعلن بايدن عن سحب يصل إلى 180 مليون برميل. ويقال إنه تتم دراسة الإفراج عن 10 ملايين إلى 15 مليون برميل إضافية.
يسعى البيت الأبيض إلى تخفيف ارتفاع الأسعار في محطات البنزين، وتعزيز المخزونات المحلية المنخفضة من الوقود لفصل الشتاء، وفي الوقت نفسه الاستجابة أيضاً لقرار أكبر موردي النفط في العالم، تحالف "أوبك+"، بخفض الإنتاج.
ما حجم الاحتياطي الاستراتيجي المتبقي؟
بلغ حجم الاحتياطي 405.1 مليون برميل كما في 14 أكتوبر. وهذا يمثل حوالي 57% من السعة التخزينية القصوى المسموح بها البالغة 714 مليون برميل، وهو ما يكفي لاستبدال ما يزيد عن عامين من صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام، استناداً إلى بيانات 2021.
وتجدر الإشارة إلى أن تجديد احتياطي البترول الاستراتيجي موجود أيضاً على قائمة مهام إدارة بايدن. أعلنت وزارة الطاقة في مايو أنها تخطط لطريقة جديدة لإعادة الشراء للسماح بـ "عملية عطاءات تنافسية بسعر ثابت"، على أن يتم تثبيت الأسعار قبل تسليم النفط الخام بوقت طويل.
في أي ظروف يستطيع رئيس الولايات المتحدة السحب من الاحتياطي؟
إنها إلى حد كبير من صلاحيات الرئيس. ينص قانون 1975 الذي أنشأ الاحتياطي الاستراتيجي على أنه يمكن للرئيس أن يأمر بالسحب بالكامل في حالة "الاضطراب الشديد في إمدادات الطاقة" الذي يهدد الأمن القومي أو الاقتصاد. ويمكن إجراء سحب محدود (حتى 30 مليون برميل) في حالة "نقص إمدادات الطاقة المحلية أو الدولية بنطاق أو فترة كبيرة".
ماذا سحب الرؤساء من الاحتياطي؟
إلى جانب الاستجابات المخصصة لاضطرابات النفط المحلية، لم تستغل الولايات المتحدة احتياطيها النفطي سوى بضع مرات قبل عام 2022.
- أمر بايدن، في أواخر عام 2021، بالإفراج عن 50 مليون برميل كجزء من محاولة منسقة متعددة الدول لخفض ارتفاع تكاليف الوقود.
- في عام 2011، أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بسحب 30 مليون برميل كجزء من جهود مشتركة مع دول أخرى لمواجهة اضطرابات الإمدادات من ليبيا.
- أطلق الرئيس جورج دبليو بوش 11 مليون برميل في أعقاب إعصار كاترينا، في عام 2005.
- في عام 1991، وفي عهد الرئيس جورج إتش. بوش، تم إطلاق 17 مليون برميل خلال حرب الخليج الأولى.
- أذنت وزارة الطاقة، في عام 2017، بالإفراج عن 5 ملايين برميل إلى مصافي ساحل الخليج عندما أحدث إعصار هارفي دماراً في المنطقة.
تم تصميم هذه الإجراءات لتلبية الاحتياجات الطارئة قصيرة الأجل، ويتم سداد النفط الخام عينياً في تاريخ مستقبلي. يتم إجراء عمليات سحب تجريبية من وقت لآخر، بالإضافة إلى الإفراجات المحدودة في شكل مقايضات.
ماذا بعد الإفراج؟
تبلغ قدرة السحب القصوى 4.4 مليون برميل يومياً، وفقاً لموقع وزارة الطاقة الإلكتروني، ويستغرق الأمر 13 يوماً حتى يصل نفط الاحتياطي الاستراتيجي إلى السوق المفتوحة بعد القرار الرئاسي.
ما الدول الأخرى التي لديها احتياطيات؟
تعد الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية من بين الدول الآسيوية الرئيسية التي تقوم بتخزين النفط. ولدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مجتمعة 103.6 مليون طن (759 مليون برميل) من مخزونات الطوارئ النفطية كما في يوليو 2022، وفقاً لـ"يوروستات"، المكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي.
كيف يُنظر لاحتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي؟
سمح ازدهار النفط الصخري المحلي للولايات المتحدة بالانضمام إلى صفوف أكبر منتجي النفط في العالم، مما زاد من ثقل الحجج القائلة بأن احتياطي الطوارئ لم يعد ذو جدوى. لكن إنتاج الخام الأميركي لم ينمو بشكل متواضع إلا هذا العام، على الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار، بينما زاد الطلب واتجهت الواردات نحو الصعود. قد يكون الاستخدام الدوري للاحتياطي النفطي بعد الكوارث الطبيعية هو الدحض الأكثر فاعلية للتخلص من ذلك.