قال الملياردير غوتام أداني إن الصين ستشعر بعزلة متزايدة، في ظل تنامي المشاعر القومية، والتحولات في سلاسل الإمداد والقيود التكنولوجية المفروضة على ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
أوضح ثالث أغنى رجل في العالم، في مؤتمر "فوربس" بسنغافورة، اليوم الثلاثاء، أن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية لاقت مقاومة في العديد من الدول، ما يشكّل تحدياً لطموحات بكين العالمية. أضاف "أداني" أن انهيار سوق العقارات هناك أدى إلى مقارنات مع ما حدث لليابان خلال تسعينيات القرن الماضي، وهي الحقبة التي سُميت بـ"العقد الضائع".
قال "أداني": "رغم أنني أتوقع أن تتكيّف كل هذه الاقتصادات مرة أخرى بمرور الوقت، وتنهض من عثرتها، إلا أن العوائق المصاحبة للنهوض مجدداً تبدو أصعب بكثير هذه المرة".
خطط جديدة
تأتي تعليقات "أداني" على الصين والاقتصاد العالمي في وقت يسعى فيه قطب الأعمال -البالغ من العمر 60 عاماً وتتنوع أنشطته بين الموانئ والكهرباء- إلى تعزيز مكانته في الساحة الدولية، حيث أضاف أكثر من 58 مليار دولار إلى ثروته الشخصية العام الجاري. واستطرد أن البنوك المركزية تقوم بما "لا يمكن تصوره"، من خلال رفع أسعار الفائدة بدرجة كبيرة قد تؤدي إلى ركود اقتصادي.
اقرأ أيضاً: مجموعة "أداني" تستثمر 3.1 مليار دولار لتطوير ميناء شرق الهند
استنكر "أداني" أيضاً الانتقادات بشأن خطط الهند لزيادة إنتاجها من الكهرباء التي تولّدها بالاعتماد على الوقود الأحفوري، مع تمويله ومشاركته في قطاع الطاقة الخضراء بشقيه المتجدد وغير المتجدد.
تابع: "يريد المنتقدون أن نتخلص فوراً من كل مصادر الوقود الأحفوري الذي تحتاجه الهند لخدمة عدد السكان الكبير. هذا الأمر لن ينجح مع دولتنا".
التحول للطاقة المتجددة
يحشد تكتّل "أداني" موارده في مصادر الطاقة المتجددة، كما كررّ الملياردير خططه لاستثمار 70 مليار دولار في هذا التحول. في الوقت نفسه، واجه الملياردير ضغوطاً من الجماعات المدافعة عن البيئة، التي تزعم أن طموحاته في مجال الطاقة تشمل أيضاً تمويل مناجم فحم جديدة ومحطات طاقة تعمل بالوقود الأحفوري.
اقرأ أيضاً: غوتام أداني يبيع العالم حلماً أخضر مبنياً على الفحم
تُردّد تعليقات الملياردير أصداء ما قاله رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الذي ألقى باللوم في تغير المناخ على الانبعاثات التاريخية من الدول المتقدمة، مع تركيز مهمته على توفير الكهرباء لكل منزل في الهند، الأمر الذي يحتاج من أجله إلى الوقود الرخيص.
قال وزير الطاقة الهندي، راج كومار سينغ، لـ"بلومبرغ نيوز" هذا الشهر، إنه على الرغم من أن الهند ثالث أكبر دولة في العالم تتسبب في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وستضيف قرابة 56 غيغاواط من السعة الكهربائية المولدة باستخدام الفحم، إلا أنه كان هناك انخفاضٌ ملموسٌ في تكلفة تخزين الكهرباء، مع إيلاء الحكومة الأولوية القصوى للنمو الاقتصادي وتوفير إمدادات كهرباء موثوقة.
أضاف "سينغ" أن الهند تخطط أيضاً لاستثمارات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة. فالدولة، التي شهدت ازدياد الطلب على الكهرباء هذا الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية، تؤجل أيضاً إغلاق محطات أقدم تعمل بالفحم وترفع إنتاجها من التعدين.