أعربت رئيسة وزراء مولدوفا ناتاليا غافريليتا عن قلقها من أن يواجه اقتصاد بلادها المتزعزع صدمة مزدوجة تتمثل في قطع إمدادات الغاز الروسي، وارتفاع أسعار الطاقة بشكلٍ "غير عادي"، بينما تستعدّ أفقر دولة في أوروبا لمواجهة فصل الشتاء القارس.
أوضحت غافريليتا أنَّ دولتها الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا، والبالغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة، تستعدّ لجميع السيناريوهات، وسط تجاوز معدلات التضخم السنوي في البلاد 30%، واقتراب الموعد النهائي للتفاوض مع "غازبروم" الروسية حول سداد الديون في الأول من أكتوبر، على الرغم من العقد المُتّفق عليه بين مولدوفا وعملاقة الغاز لمدة خمس سنوات.
يلوح في الأفق شبح الانقطاع الكامل لإمدادات الغاز الروسي، مع عدم إحراز أي تقدّم في المفاوضات، وتبدل موقف حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأمة منذ انتخابها الرئيسة الموالية لأوروبا مايا ساندو قبل عامين.
من جهتها، أكّدت غافريليتا، البالغة من العمر 44 عاماً، في مقابلة في بوخارست يوم الثلاثاء: "حتى لو واصلت (غازبروم) تسليم الغاز، يتوجّب علينا خفض الاستهلاك لأنَّ الأسعار مرتفعة جداً جداً". كما اعتبرت أنَّ ارتفاع الأسعار هو أمر "غير تقليدي" بالنسبة لفصل الصيف، مُضيفةً: "لا نعرف إلى أي مدى ستواصل الأسعار الصعود خلال فصل الشتاء".
خفض الاستهلاك
تتزايد طموحات مولدوفا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. حيث وافق زعماء التكتل في يونيو على منح أوكرانيا ومولدوفا صفة مرشح لعضوية الاتحاد، وفقاً للمسار السريع.
تحركت حكومة مولدوفا لتخفيف العبء، إذ حولّت نظام التدفئة في العاصمة كيشيناو إلى زيت التدفئة بدلاً من الغاز، كما تستهدف خفض الاستهلاك بنسبة 15%. وفي سياق موازٍ، أجرت حكومة غافريليتا محادثات مع رومانيا لضمان حصولها على إمدادات غاز محتملة بأسعار معقولة.
لكنْ مع احتدام الغزو الروسي لأوكرانيا في الجوار، وتدهور العلاقات مع موسكو حتى قبل الصراع؛ كانت الجمهورية السوفيتية السابقة معرّضة لخطر الانجرار إلى صراع أوسع نطاقاً، خاصة بسبب إقليم ترانسنيستريا الانفصالي الموالي لروسيا.
أشارت غافريليتا إلى تكثيف المحادثات مع السلطات التي نصّبت نفسها في ترانسنيستريا منذ اندلاع الحرب في فبراير: "لأنَّنا نريد الحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد".