تعاني أسواق النفط من مخاوف الركود الاقتصادي وتراجع التوقُّعات بشأن معدلات نمو الاقتصاد العالمي، ولكن تميل التحليلات السلبية للوضع الاقتصادي نحو المبالغة، في وقت لم تحسم فيه الأمور بعد، بحسب ما قاله وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مقابلة مع "إنيرجي إنتلجينس".
أجاب الوزير على سؤال عما إذا كان يرى إشارات على ركود اقتصادي يلوح في الأفق، بقوله نرى إشارات متضاربة بشأن النمو الاقتصادي حول العالم، وهناك ميل نحو المبالغة في بعض هذه التحليلات السلبية للوضع الاقتصادي العالمي. ونعتقد أنَّ الأمور لم تحسم بعد.
أضاف الوزير أنَّ حالة عدم اليقين تؤكد على الحاجة إلى أنَّ يكون تحالف "أوبك+" مستعد لاستخدام جميع الأدوات التي لديه، موضحاً أنَّ البيانات التاريخية تشير إلى أنَّه يمكن أن يحصل ركود اقتصادي مع انكماش محدود في الطلب على البترول، بل إنَّ الطلب على البترول قد ينمو في سنوات الركود الاقتصادي، كما حصل ذلك في عام 1991.
اليقظة والاستباقية
كان تحالف "أوبك+" أقر يوم الإثنين الماضي خفضاً في مستوى إنتاج دول المجموعة بواقع 100 ألف برميل يومياً اعتباراً من أول أكتوبر المقبل، وهو ما أرجعه الوزير إلى الاستعداد لاستخدام كل الأدوات التي لدى المجموعة، وقال الوزير: "إنَّ هذا التعديل اليسير يُظهر أنَّنا سنكون متيقظين واستباقيين ومبادرين عندما يتعلّق الأمر بدعم استقرار الأسواق وكفاءة أدائها لمصلحة المشاركين في السوق والصناعة البترولية".
وحول تذبذب أسعار النفط قال الأمير عبد العزيز بن سلمان: "إنَّ أسواق البترول الآجلة وقعت في حلقةٍ سلبية مفرغة ومتكررة تتكون من تذبذب في الأسواق وضعف شديد في السيولة، ويعملان معاً على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق؛ ألا وهي الاكتشاف الفعال للأسعار".
شهدت العقود الآجلة للنفط في تعاملات اليوم الأربعاء الهبوط نحو قاع جديد هو الأدنى منذ يناير الماضي أي قبل الحرب بين روسيا وأوكرانيا حيث انخفضت أسعار عقود أكتوبر لمزيج برنت دون 90 دولاراً للبرميل بانخفاض تجاوز 3% عن إغلاق يوم الثلاثاء، وكذلك هبط الخام الأميركي لعقود أكتوبر دون مستوى 84 دولاراً للبرميل، وهو الأدنى منذ منتصف يناير الماضي.