حقق الاتحاد الأوروبي هدف تخزين الغاز قبل شهرين من الموعد المستهدف في ظل الاستعداد لشتاء صعب بسبب تقييد روسيا للإمدادات وارتفاع أسعار الطاقة في كافة أنحاء القارة.
احتفلت الاثنين رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين بالإنجاز، وأخبرت الحضور بمؤتمر للطاقة في الدنمارك أن الاحتياطيات وصلت في المتوسط إلى 80%، ذلك الهدف الذي يسعى الاتحاد الأوروبي للوصول إليه بحلول الأول من نوفمبر.
شدد الاتحاد الأوروبي قواعد عمليات التخزين في وقت سابق من العام عقب تسجيل مستويات تخزين في الشتاء أقل مما كانت عليه في السنوات الماضية، خاصة في المرافق الألمانية التي تسيطر عليها "غازبروم" الروسية، ما زاد من حدة ارتفاعات الأسعار.
يعزز تخزين الغاز القدرة على امتصاص صدمات نقص الإمداد، كما يوفر نحو 25% - 30% من الوقود المستهلك في الشتاء، وتمكن الاحتياطيات الضخمة الدول الأوروبية من مواجهة المزيد من خفض الإمدادات بشكل أفضل، بينما تبدأ "غازبروم" صيانة مفاجئة لخط أنابيب "نورد ستريم" الأربعاء.
مخاطرة ألمانية
قال جيرزي بوزيك، العضو البارز بالبرلمان الأوروبي: "سنصل للمستوى المستهدف قبل موسم التدفئة رغم الوضع الصعب للغاية بسوق الطاقة، وتلاعبات (غازبروم) بشأن (نورد ستريم 1) والعديد من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، التي تم قطع الإمدادات الروسية عنها بالكامل، كما لن تحل مخازن الغاز الكاملة كافة مشاكلنا الحالية، لكنها تتيح للمواطنين الأوروبيين الشعور بمزيد من الأمان والثقة قبل الشتاء القادم".
قال وزير الاقتصاد روبرت هابيك الأحد في بيان إن مخازن الغاز في ألمانيا تمتلئ بوتيرة سريعة ويُتوقع تحقيق المستهدف الوصول إليه في أكتوبر بنسبة 85% بالكامل الشهر المقبل. في المقابل حذر كلاوس مولر، رئيس "الوكالة الفيدرالية للشبكات"، الجهة المنظمة للطاقة في البلاد، في مقابلة مع بلومبرغ نيوز في وقت سابق من هذا الشهر، من أنه حتى مع اكتمال تخزين بعض المواقع بالكامل، تخاطر ألمانيا بعدم التمكن من استكمال التخزين خلال الشتاء إذا أوقفت روسيا تدفق الغاز.
الأسعار تتراجع
رحبت الأسواق بالبيانات الحديثة المتعلقة بمستويات التخزين وساهمت بدفع أسعار الغاز والطاقة للانخفاض أكثر الثلاثاء بعد تراجع بنسبة 20% أو أكثر للعقود القياسية الاثنين.
يساهم الانخفاض المتوقع في درجات الحرارة بكافة أنحاء أوروبا الشرقية وأجزاء من شبه الجزيرة الأيبيرية الأسبوع المقبل في توفير الدول مزيداً من الغاز نظراً لاحتياجها لطاقة أقل للتبريد.
اقرأ أيضاً: أسعار الغاز الأوروبي تقفز مدفوعة بمخاوف نقص إمدادات الشتاء
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى خفض الاعتماد على روسيا، أكبر مورد للطاقة بالمنطقة خلال السنوات الماضية، ما يحتاج إلى استبدال التدفقات بمصادر طاقة متجددة متنامية وزيادة كفاءة وحجم واردات الغاز عن طريق خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال من موردين آخرين بمناطق: البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا والشرق الأوسط والولايات المتحدة.
تهديد إمدادات الكهرباء
تُعيد أكبر مستورد للطاقة في الاتحاد الأوروبي تشغيل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم لتوفير الغاز، كما تسارع أيضاً بإدخال بنية تحتية جديدة من شبكة استيراد الغاز الطبيعي المُسال بكافة أنحاء العالم، ومن المقرر بدء عمل أول محطتين عائمتين هذا الشتاء.
قالت المفوضية الأوروبية في وقت سابق من العام إن الحد الأدنى الإلزامي للاحتياطيات يعزز أمن الإمدادات خلال الشتاء ومواسم التدفئة المقبلة، إذ قالت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين الاثنين إن الاتحاد الأوروبي يتخذ خطوات للتدخل في أسواق الكهرباء على المدى القصير للحد من ارتفاع أسعار الكهرباء للوصول بنهاية المسار لإنهاء الصلة بين أسعار الغاز والكهرباء.
اقرأ أيضاً: أسعار الكهرباء في فرنسا تتجاوز 1000 يورو للمرة الأولى
في بولندا، تم ملء الاحتياطيات بنسبة 100% تقريباً في 27 أغسطس، بينما انتهى التخزين في البرتغال. وأظهرت بيانات "جمعية البنية التحتية للغاز في أوروبا" أن مخازن إيطاليا كانت ممتلئة بنسبة 81%، وهنغاريا بنسبة 62% وبلغاريا بنسبة 60%.
الترشيد أو التقنين
في نفس الوقت، طالبت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن الشركات بترشيد استهلاك الطاقة أو مواجهة تقنين محتمل في الشتاء، إذا أوقفت روسيا توريد الغاز. وقالت بورن الاثنين في خطاب: "قد تكون هناك انقطاعات كبيرة للغاز بين عشية وضحاها وعواقب اقتصادية واجتماعية خطيرة وستكون الشركات أول المتضررين" من التقنين.
اقرأ أيضاً: ألمانيا تتوقع مشكلات في إمدادات الفحم والنفط الشتاء المقبل
قالت كلير وايزاند، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "إنجي" (Engie SA) الإثنين، إنه تم ملء أكثر من 90% من مخزون الغاز لديها حالياً، وأكدت على ضرورة أن يكون لدى فرنسا ما يكفي من الوقود للتعامل مع متوسط درجات الحرارة في الشتاء.
