تراجعت السوق الفورية للنفط الخام في آسيا قبل أيام مع تدفقه من دول بعيدة مثل الولايات المتحدة الأميركية والبرازيل إلى المنطقة الأكثر استهلاكاً له في العالم، مما يؤجج المنافسة أمام منتجي الشرق الأوسط.
حصل المشترون في كوريا الجنوبية والهند والصين على كميات كبيرة من الولايات المتحدة هذا الشهر –تزيد عن 20 مليون برميل - معظمها سيصل في نوفمبر، وفقاً لمتداولين يتعاملون مع هذه الشحنات. إلى جانب ذلك، جرى استيراد بعض شحنات النفط الخام من بحر الشمال والبرازيل.
هذا التحول في أنماط الشراء يضيف عقبة جديدة للسوق العالمية المعقدة بالفعل، مع استمرار تصدير كميات أكبر من النفط الروسي إلى الصين والهند بعد غزو أوكرانيا. في الوقت نفسه، يتدفق النفط الخام من الولايات المتحدة بوتيرة قياسية، مع تضخم الإمدادات الإجمالية بسبب المبيعات الكبيرة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من احتياطي البترول الاستراتيجي للبلاد، فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لتشديد القيود على التدفقات الروسية.
تأهب خليجي
وقبل أن ترتفع يوم الثلاثاء، سجلت العقود الآجلة لخام برنت -المعيار العالمي لسوق النفط- أدنى مستوياتها في عدة أشهر خلال أغسطس الجاري في ظل تقييم المتداولين لتوقعات الإمدادات مع اقتراب نهاية العام. كان الانخفاض مدفوعاً أيضاً بالمخاوف المتزايدة من تباطؤ النمو العالمي، كما خيمت العودة المحتملة للتدفقات الإيرانية على الأسعار.
قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة "فاندا إنسايتس" (Vanda Insights)، في إشارة إلى منظمة الدول المصدرة للبترول: "أعتقد أن منتجي أوبك سيراقبون عن كثب مؤشرات التراجع المتزايد في السوق الفورية. في حالة إتمام الصفقة النووية الإيرانية؛ سيؤدي ذلك إلى تأهبهم بصورة أكبر، خاصة إذا كان أكبر المشترين في آسيا يجمعون مزيداً من النفط الخام لاستخدامه على المدى الطويل".
اقرأ أيضاً: تلميح السعودية بخفض إمدادات النفط يثير ذعر مصافي آسيا
أدى التدفق المتزايد للشحنات طويلة المدى إلى آسيا، التي تقطع ضعف مسافة براميل الشرق الأوسط، إلى انخفاض أسعار براميل الخليج، مع ضغوط إضافية من تراجع الطلب الياباني.
تقييد الاستهلاك
أظهرت بيانات جمعتها "بلومبرغ" أن الزيادة السعرية في العقود المستقبلية لخام عمان مقارنة بمقايضات دبي –وهي مؤشر على قوة أو ضعف براميل الشرق الأوسط في السوق الفورية بآسيا - تراجعت بأكثر من النصف مقارنة بالشهر الماضي.
اقرأ المزيد: تجارة الإمارات الخارجية غير النفطية تتخطى تريليون درهم بالنصف الأول
مع انخفاض العقود المستقبلية للنفط الخام هذا الشهر، وما ترتب عنه من انخفاض تكاليف المواد الخام الأولية، ظلت شهية المنطقة للشحنات الفورية مستقرة نسبياً، فيما عدا اليابان. انتعشت هوامش التكرير لأنواع الوقود مثل الديزل بعدما وصلت إلى أدنى مستوياتها في شهرين، مما دفع بعض شركات التكرير المحلية إلى تجنب خفض معدلات التشغيل.
قال متداولون إن المشترين اليابانيين تباطأوا حتى الآن هذا الشهر في شراء شحنات الخام المفضل لديهم من أبوظبي لتحميلها في أكتوبر المقبل. واختتموا أن شركة "أيديمتسو كوسان" (Idemitsu Kosan) تخطط لصيانة مصفاتها في يوكايتشي خلال أكتوبر ونوفمبر المقبلين، مما يؤدي لمواصلة تقييد بعض الاستهلاك.
