اتجه مشترون آسيويون إلى شراء كميات ضخمة من النفط الأميركي الرخيص في وقت مبكر من دورة التداول الأخيرة من التعاملات الفورية، مما يزيد من احتمالية انخفاض الطلب على خام الشرق الأوسط.
اشترت معامل تكرير النفط في كوريا الجنوبية والهند حتى الآن قرابة 16 مليون برميل من الخام الأميركي منذ بداية أغسطس، إذ سيتم تسليمها في الغالب خلال نوفمبر، وفقاً لمتعاملين على دراية بالموضوع.
يشار إلى أنَّ 16 مليون برميل تعادل ضعف الكمية المشتراة خلال نفس الفترة المقابلة في يوليو، وتقل قليلاً عن متوسط الحجم الشهري خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2022.
أشارت المملكة العربية السعودية إلى ثقتها بالنسبة لتوقُّعات الطلب في وقت سابق من أغسطس بعد أن رفعت أسعار نفطها الخام لآسيا إلى مستوى قياسي، على الرغم من الفروق الزمنية (فرق السعر بين العقود الآجلة للشهر الأول والشهر الثاني) والعقود الآجلة التي تعكس مخاوف حدوث تباطؤ اقتصادي.
مع ذلك، قامت المملكة بتسعير بعض نفطها بمستويات أقل من المتوقَّع لتظل قادرة على المنافسة في مواجهة تجارة المراجحة للتدفقات النفطية مثل تلك القادمة من الولايات المتحدة.
قال متعاملون يشترون ويبيعون تلك الشحنات إنَّ العروض المقدّمة لشراء خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند، الخام الرئيسي الأميركي ويتم تصديره إلى آسيا، تقل 8 دولارات للبرميل مقارنة بسعر البرميل القياسي في دبي المقرر وصوله في نوفمبر.
أضاف المتعاملون أنَّ السعر المقدّم أرخص مقارنة بسعر خام مربان المماثل، الخام الرئيسي بدولة الإمارات العربية المتحدة، عند الأخذ في الاعتبار تكاليف الشحن والخدمات اللوجستية.
أدت الزيادة في إنتاج النفط الليبي والانخفاض غير المعهود في الطلب على البنزين بالولايات المتحدة خلال ذروة موسم القيادة إلى وفرة إمدادات حوض المحيط الأطلسي، بالإضافة إلى أثر ذلك في الأسعار.
انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأسبوع الماضي مسجلاً خصماً نادراً عن خام دبي، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". كما تقلص مؤشر الطلب الرئيسي على نفط الشرق الأوسط – مقايضة علاوة خام عمان بخام دبي - إلى أدنى مستوى منذ يونيو.
تظل بعض المخاوف قائمة بشأن التوقُّعات بعد تراجع هوامش ربح صناعة الوقود مثل البنزين مؤخراً، مما دفع معامل التكرير إلى التفكير في إجراء تخفيضات بمعدلات التشغيل.
قال متعاملون إنَّ الطلب الإجمالي على الشحنات في التعاملات الفورية قد لا يكون قوياً مثل الشهرين الماضيين بعد تراجع هوامش الأرباح.