تقوم شركة روسية مملوكة للدولة بتحويل الأموال إلى شركة تابعة تقوم ببناء محطة للطاقة النووية بتكلفة 20 مليار دولار في تركيا قبالة ساحل البحر المتوسط، مما يخفف من المخاوف بشأن تأجيل المشروع بسبب العقوبات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
حولت شركة "روساتوم" (Rosatom Corp) الأسبوع الماضي نحو 5 مليارات دولار إلى شركة بناء في تركيا، والمعروفة رسميا باسم "أكويو نيوكلير" (Akkuyu Nuclear JSC)، مع عزمها إجراء عمليتي تحويل مماثلتين بالدولار خلال الأسبوع الجاري والمقبل، وفقاً لمسؤولين أتراك بارزين مطلعين بشكل مباشر على الأمر.
قالت "روساتوم" في بيان، رغم أن موقع البناء هو الأكبر من نوعه في جميع أنحاء العالم، فإن "المعاملات الحالية أقل بكثير" من الرقم الذي قدمه المسؤولون الأتراك.
أوضحت "روساتوم" أن ترتيبات تمويل المشروع تتمتع بالخصوصية، ورفضت الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
تمثل محطة الطاقة ضرروة لتركيا، كونها ستلبي احتياجات الطاقة المتزايدة باستمرار، ومن المقرر أن توفر 10% من الطلب المحلي على الكهرباء في البلاد بمجرد تشغيل جميع المفاعلات الأربعة.
تعود العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا إلى عقود، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حريصاً على عدم إزعاج الكرملين منذ غزو القوات الروسية لأوكرانيا.
حصل المشروع على تمويل من أكبر مصرف روسي "سبيربنك" (Sberbank PJSC)، والخاضع لعقوبات أميركية وأوروبية، وكذلك من "سوفكومبنك" (Sovcombank) الخاضع للعقوبات أيضاً.
لم تخضع للعقوبات شركة "روساتوم" المالكة الوحيدة للمشروع التركي والشركة التابعة لها وتقوم ببناء المحطة. ولم يعلق أحد ممثلي "أكويو نيوكلر". وامتنعت وزارة الخزانة والمالية التركية عن التعليق.
مسألة حساسة
قال المسؤولون الأتراك الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية المسألة إن التمويل سيغطي جميع احتياجات المشتريات لمشروع أكويو على مدى العامين المقبلين.
بدأ العمل في المفاعل الأول المعروف باسم "أكويو 1" في عام 2018، وبدأ المهندسون في تنفيذ مفاعل "أكويو2" في عام 2020. من المقرر الانتهاء من العمل بحلول عام 2026.
وصف أحد المسؤولين عملية تحويل الدولار بأنها بادرة حسن نية من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديراً لدور أردوغان في إبرام صفقة تاريخية من المتوقع أن تؤدي إلى إطلاق صادرات الحبوب من أوكرانيا وتهدئ المخاوف من أزمة الغذاء عالمياً.
من المقرر أن يجرى الزعيمان محادثات في سوتشي يوم 5 أغسطس.
قالت "روساتوم" في مارس إن لديها الحق في بيع 49% في "أكويو" إلى مستثمر، ومع ذلك فهي تمتلك كل "الموارد والأدوات اللازمة لإنجاز المشروع بنجاح" حتى لو كانت تمول البناء من تلقاء نفسها.
قالت "روساتوم" إن "إنتاج وتسليم المعدات" للمحطة يجري حسب المخطط الزمني.
روابط عميقة
بالإضافة إلى معمل تكرير للنفط بناه الاتحاد السوفيتي السابق بالقرب من بلدة ألياغا في السبعينيات من القرن الماضي، طور المهندسون الروس ركائز أخرى في قلب تركيا الصناعي بما في ذلك مصنع للألمنيوم ومرافق صناعة النسيج والزجاج.
اشترت تركيا أيضاً دفاعات صاروخية من موسكو، بعد أن أخفقت في إبرام صفقة مع حلفاء الناتو التقليديين بما في ذلك الولايات المتحدة. استشهدت أنقرة بمزايا نظام الدفاع الصاروخي الروسي مثل السعر ونقل التكنولوجيا.
تظل روسيا مصدراً مهما لإمدادات الطاقة لتركيا. فقد وفرت ربع واردات تركيا من النفط الخام وحوالي 45% من مشترياتها من الغاز الطبيعي العام الماضي، مما منح موسكو فائضاً هائلاً في ميزان التجارة الثنائية.
السداد بالليرة
قال البنك المركزي التركي أمس الخميس إن البلدين يعملان حالياً على توفير آلية تسمح لتركيا بدفع جزء أو قيمة كل مشترياتها من الطاقة من روسيا بالليرة.
إدراكاً لنقاط الضعف الاقتصادية لأنقرة، امتنع الحلفاء الأوروبيون والولايات المتحدة عن الضغط على أردوغان للتوافق مع عقوباتهم على الشركات والمسؤولين الروس.
في حين امتنعت تركيا عن الانضمام إلى معظم العقوبات الغربية، كانت تركيا العضو في منظمة حلف شمال الأطلسي صريحة بشأن دعمها لأوكرانيا. قدمت شركة يرأسها صهر أردوغان عشرات الطائرات المسلحة بدون طيار لدعم الجيش الأوكراني.