قد تستطيع بريطانيا إدارة أمورها دون الغاز الروسي، لكن ما تعرضت إليه منشأة نرويجية يذكر جلياً بمدى إمكانية تعرضها لتقلبات من انقطاع الإمدادات من مناطق أخرى.
أدى حادث في منصة نرويجية بحرية، يوم الإثنين، إلى تقلص شحنات الغاز من الدولة الاسكندنافية إلى محطة "إيزينغتون" الرئيسة في بريطانيا، وانخفاض سعتها إلى ربع إمكاناتها تقريباً.
تزامن ذلك مع توقف خط الأنابيب الرئيس "نورد ستريم" في روسيا إلى البر الرئيس لأوروبا من أجل عمليات الصيانة. ارتفعت العقود الآجلة المعيارية للغاز في هولندا بمقدار 5.9%، يوم الثلاثاء، رغم وضوح التحركات بشكل أكبر في بريطانيا. صعدت العقود الخاصة في بريطانيا بنحو 27% وهي تعتمد على الإمدادات النرويجية وليس التدفقات الروسية.
إلى ذلك، يتعزّز استهلاك الطاقة في بريطانيا وأماكن أخرى في أوروبا بسبب موجة الحر التي رفعت الطلب على تشغيل معدات التبريد. قال مكتب الأرصاد الجوية إن درجة الحرارة قد تصل إلى 33 درجة مئوية (91.4 فهرنهايت) في جنوب شرق بريطانيا، يوم الثلاثاء، ويمكن أن تشهد البلاد درجات حرارة تاريخية في الأيام القادمة.
ترابط الأسواق
تُظهر تحركات أسعار الغاز حجم قوة ترابط أسواق بريطانيا وأوروبا رغم قول المسؤولين باستمرار أن بريطانيا ابتعدت عن التدفقات الروسية في أعقاب الحرب على أوكرانيا. وستظهر آثار السوق الضيقة في أوروبا على فواتير الطاقة في بريطانيا.
تُنتج بريطانيا الغاز الخاص بها في بحر الشمال وتحصل على الغاز الطبيعي المسال عبر الناقلات من جميع أنحاء العالم. تحتاج البلاد عادة إلى الغاز النرويجي لتلبية ذروة الطلب في الشتاء، وترسل وقوداً احتياطياً إلى القارة في فصل الصيف لأنها لا تملك المخازن الكافية للاحتفاظ به حتى موسم البرد.
شهد هذا الشهر للمرة الثانية تأثير القضايا النرويجية على الغاز البريطاني، وارتفعت الأسعار في شهر يوليو بعدما هددت الإضرابات الإمدادات في الحقول النرويجية قبل هدوء المخاوف عقب تدخل الحكومة في أوسلو.
لا يتضح موعد انتهاء الانخفاض الحالي في الإمدادات النرويجية وقلّصت شركة "غاسكو" Gassco، مُشغّلة الشبكة في البلاد، يوم الثلاثاء، تقديراتها بشأن التدفقات ومنها المتوجهة إلى "إيزنغتون" في بريطانيا. تم تمديد توقف العمل في حقل "سليبنر"، الذي بدأ فيه الانقطاع، حتى يوم الأربعاء.