سجلت أسعار النفط أول انخفاض شهري منذ نوفمبر، بعد أن أكمل تحالف "أوبك+" استعادة الإنتاج الذي كان قد خفّضه خلال فترة الوباء، وظهور دلائل على أن الاقتصاد الأميركي كان في وضع أضعف من المتوقع.
انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 106 دولارات للبرميل يوم الخميس، مسجلاً انخفاضاً شهرياً بنسبة 7.8%. أقر تحالف "أوبك+" زيادة المعروض لشهر أغسطس، لكن يتحول التركيز إلى مقدار ما يضخه الأعضاء الذين لديهم طاقة إنتاجية فائضة بمجرد انتهاء الاتفاقية الحالية. قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيطلب من دول مجلس التعاون الخليجي زيادة الإنتاج الشهر المقبل.
اتفق تحالف "أوبك+" على الالتزام بزيادة إنتاج النفط في أغسطس بواقع 648 ألف برميل يومياً، بحسب بيان صدر يوم الخميس بعد انتهاء الاجتماع الـ30 لوزراء الطاقة في دول التحالف عبر الفيديو.
ومع ذلك، لا يزال النفط مرتفعاً بنحو 45% هذا العام، حيث تزامن الانتعاش الاقتصادي العالمي مع التدفقات التجارية المتصاعدة من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في أواخر فبراير. وصلت مخزونات الخام الأميركية في مركز التخزين الرئيسي في كوشينج بولاية أوكلاهوما إلى مستويات منخفضة للغاية، حيث تنتج المصافي أكبر قدر ممكن من الوقود، بينما لا يزال سحب البراميل من الخارج قوياً.
قال الرئيس التنفيذي لشركة "شل"، بن فان بيردن، في سنغافورة يوم الأربعاء، إن العالم يتجه نحو "فترة مضطربة"، حيث يؤدي تقليص إمدادات النفط والغاز الطبيعي المسال إلى تفاقم أزمة الطاقة العالمية. وقال "الطاقة الاحتياطية منخفضة للغاية والطلب لا يزال يتعافى".
من جانب آخر، بدأت بوادر ضعف الطلب في الولايات المتحدة على البنزين، بعد ثلاثة أسابيع فقط من ذروة موسم القيادة. يأتي هذا بعد أن سجلت أسعار التجزئة للبنزين مستويات قياسية وطنية في وقت سابق من الشهر.
كان "أوبك+" في اجتماعه مطلع يونيو أقرّ زيادةً في إمدادات النفط بنحو 50%، بعد ضغوط مستمرة منذ أشهر من قبل كبار المستهلكين، وفي مقدمهم الولايات المتحدة. حيث سرّع التحالف الجدول الزمني لاستعادة مستوى إنتاج النفط لما كان عليه قبل تفشي جائحة كورونا، موزّعاً الزيادة التي كانت مقررة لشهر سبتمبر، والبالغة 432 ألف برميل يومياً، على يوليو وأغسطس مناصفةً، بحيث تصبح الزيادة في كِلا الشهرين 648 ألف برميل.