قفزت واردات الصين من النفط الخام الروسي إلى مستوى قياسيّ في مايو، لتحل محل السعودية بوصفها أكبر مورد للخام إلى بكين، إذ استفادت المصافي من الإمدادات بخصم وسط عقوبات على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا، حسب وكالة "رويترز".
وفي تصريحات سابقة، قال مايك مولر، رئيس مجموعة "فيتول" (Vitol) في آسيا، إن مخزونات الصين من النفط الخام وصلت إلى الحد الأدنى الذي تحتاج المؤسسات المملوكة للدولة إلى الاحتفاظ به، ما يعني أن البلاد ستكون بحاجة إلى إعادة بناء بعض المخزونات.
جاءت السعودية في المرتبة الثانية في توريد الخام إلى الصين، مع ارتفاع إمدادات مايو بنسبة 9% على أساس سنوي لتصل إلى 7.82 مليون طن (1.84 مليون برميل يومياً)، لكنه يقل عن إمدادات أبريل البالغة 2.17 مليون برميل يومياً، كما زادت أيضاً واردات بكين من الخام الإيراني خلال نفس الشهر.
اقرأ أيضاً: نقل النفط من سفينة إلى أخرى حيلة صينية للحفاظ على الإمدادات من روسيا
الصين تجمع النفط الروسي الرخيص في الخفاء.. والهند تشتري المزيد
وبلغ إجمالي واردات الصين من النفط الروسي الشهر الماضي نحو 8.42 مليون طن (نحو 1.98 مليون برميل يومياً)، بارتفاع 55% مقارنة بنفس الشهر من عام 2021، وبزيادة 25% عن شهر أبريل الماضي، وفقاً لبيانات من الإدارة العامة الصينية للجمارك.
تتضمن تلك الواردات الإمدادات التي يجري ضخها عبر خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادي والشحنات المنقولة بحراً من مواني روسيا في أوروبا والشرق الأقصى.
تُظهِر البيانات أن روسيا استعادت وضعها بوصفها أكبر مورد نفطي للصين التي تُعَدّ أكبر مستورد للخام في العام بعد تراجع استمر 19 شهراً، ما يشير إلى أن موسكو قادرة على إيجاد مشترين لنفطها على الرغم من العقوبات الغربية التي دفعتها إلى خفض الأسعار.
وحسب بيانات جمركية صدرت اليوم الاثنين، استوردت الصين 260 ألف طن من النفط الخام الإيراني الشهر الماضي، في ثالث شحنة من النفط الإيراني منذ ديسمبر الماضي.
ذكرت شركة "بتروتشاينا" (PetroChina) العملاقة، المملوكة للدولة، في وقت سابق أنها لا تسعى للحصول على أي إمدادات روسية مخفّضة السعر، وأنها تشتري النفط من روسيا من خلال عقودها الحالية فقط، حسب وكالة "بلومبرغ".
وبينما تضاءل الطلب الإجمالي على النفط الخام في الصين بسبب قيود كوفيد-19 وتباطؤ الاقتصاد، كثف كبار المستوردين، ومن بينهم عملاقة التكرير "سينوبك"، شراء النفط الروسي الأرخص ثمناً بالإضافة إلى الإمدادات الخاضعة للعقوبات من إيران وفنزويلا.