لن تكون الموجة الجديدة من طاقة تكرير النفط التي ستدخل السوق كافية لحل أزمة النقص العالمي في الديزل ووقود الطائرات والمنتجات البترولية المماثلة، وفق ما استنتجه التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية الصادر أمس الأربعاء.
أظهر تقرير الوكالة، الواقعة في باريس، أن الزيادة في طاقة التكرير -مع تشغيل محطات جديدة- العام الجاري والمقبل ستعجز عن توفير ما هو مطلوب لمقابلة الطلب على الوقود الذي يُعرف بنواتج التقطير المتوسطة.
طالع المزيد: مخزونات أوروبا الضخمة من الديزل قد تنفد سريعاً مع تراجع الإمدادات الروسية
قالت الوكالة: "يوجد قليل من الأمل في أن نقص المعروض سيهدأ في المستقبل القريب بالنظر إلى النمو القوي في الطلب وناتج المصافي المحدود"، متوقعة أن عمليات تكرير النفط المستقبلية "غير كافية لمقابلة الطلب بالكامل على نواتج التقطير المتوسطة في 2022 أو 2023".
ما يعنيه ذلك هو أنه حتى العام المقبل ستظل المصافي تنتج نواتج تقطير متوسطة -وهي فئة تشمل أيضاً الكيروسين المستخدم في التدفئة وزيت الغاز المستخدم في وقود السفن- أقل مما يحتاج إليه العالم. هذا ليس مثالياً نظراً إلى أن المخزونات تقلصت بشكل مطرد على مستوى العالم نتيجة تعافي الطلب.
اقرأ أيضاً: مدير وكالة الطاقة الدولية لـ"الشرق": أسعار النفط سترتفع في الصيف
نقص غير مسبوق
ارتفعت أسعار نواتج التقطير المتوسطة في الأسابيع الماضية نتيجة نقص غير مسبوق، ما غذى التضخم ورفع تكاليف البنزين على السائقين في محطة الوقود، وفي ظل توقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب في عامَي 2022 و2023، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الوقود.
تشكل نواتج التقطير المتوسطة نحو ثلث الطلب العالمي على النفط، لكن هذه النسبة ترتفع إلى 55% في أوروبا، إذ تعمل أقل قليلاً من نصف السيارات في دول الاتحاد الأوروبي على الديزل.
سيأتي معظم طاقة تكرير النفط الجديدة العام الجاري والمقبل من الشرق الأوسط والصين وأفريقيا، بما في ذلك من مصفاة "دانغوت" في نيجيريا التي طال انتظارها، بسعة 650 ألف برميل يومياً، وسيشهد العام الجاري إجمالي صافي طاقة إنتاجية إضافية يزيد قليلاً على مليون برميل يومياً، ثم ما يناهز 1.6 مليون برميل يومياً في عام 2023.
ستعجز الكمية الإضافية من عمليات تكرير النفط العام الجاري والمقبل عن توفير ما هو مطلوب لتحقيق التوازن في أسواق نواتج التقطير المتوسطة، لكن العجز سيكون أقل مما كان عليه في عام 2021، عندما تقلصت طاقة التكرير الصافية، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.