أكدت باريس وبغداد الجمعة، نيّتهما تعزيز التعاون في مجال الطاقة، في وقت يريد الأوروبيون الحد من شرائهم النفط والغاز من روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا.
شددت فرنسا أيضاً على "تمسكها بعراق مستقر"، فيما لا يزال هدفاً لـ"تدخلات أجنبية" مع عملية جديدة للجيش التركي في شمال العراق تستهدف الأكراد، فضلاً عن تنامي النفوذ السياسي لإيران في البلاد.
اقرأ أيضاً: وزير النفط: العراق يستهدف زيادة إنتاجه لـ6 ملايين برميل يومياً بنهاية 2027
خلال اجتماع في باريس، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا، ووزير النفط العراقي إحسان إسماعيل، "أهمية تعزيز التعاون بين فرنسا والعراق في مختلف مجالات الطاقة". ولفت الوزيران إلى "تداعيات العدوان الروسي على أوكرانيا، على التوازن العالمي على صعيد الطاقة وإمدادات أوروبا"، وفق ما قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية.
اقرأ المزيد: وزير المالية: العراق سيجني 25 مليار دولار مكاسب غير متوقعة جرّاء ارتفاع
كان الوزير العراقي قد بدأ الأربعاء زيارة إلى باريس تستمر أربعة أيام، يسعى خلالها الى استثمارات جديدة في أنشطة بلاده في مجال الطاقة. ويملك العراق، وهو ثاني دولة في منظمة "أوبك"، احتياطيات هائلة من النفط، لكن عقوداً من الصراع والفساد والمنشآت المتداعية تُقوِّض قطاع الطاقة.
قال إسماعيل: "لدينا صناعة نفطية ضخمة، ونريد مزيداً من الأطراف الفاعلين، ومزيداً من المنافسة". وأكد أن "الطاقة الإنتاجية للعراق تبلغ 4.8 مليون برميل يومياً، وينتج ما بين 4.4 و4.5 مليون برميل يومياً، لكن الهدف هو الوصول إلى 8 ملايين برميل بحلول نهاية عام 2027 وإلى 5 ملايين برميل بحلول عام 2025". كما أشار إلى أن العراق يصدّر في الوقت الحالي 3.4 مليون برميل يومياً، حيث يجري استهلاك مليون برميل من الإنتاج، في السوق المحلية.
أجرى إسماعيل بشكل خاص، محادثات مع مسؤولين من جمعية أصحاب العمل الفرنسية "ميديف" (MEDEF)، ومع الرئيس التنفيذي لمجموعة "توتال إنرجيز" (TotalEnergies) الفرنسية، باتريك بوياني.
أكدت كولونا وضيفها، عزم البلدين على "تمتين علاقتهما" بعد زيارتين قام بهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بغداد في أغسطس 2020 وأغسطس 2021، بحسب المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، آن كلير لوجاندر، أنه سيجري قريباً، افتتاح قنصلية عامة لفرنسا في الموصل، التي تحررت عام 2017 من تنظيم الدولة الإسلامية.
إعادة النظر في العقود
من جهته، تشاور ماكرون هاتفياً مع الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، حيث قالت الرئاسة الفرنسية إنهما ناقشا "الوضع السياسي في العراق وكردستان العراق"، إضافة الى "الوضع الأمني والتدخلات الأجنبية" في البلاد. كما قدّم ماكرون تعازيه بعد مقتل طفلين الخميس بقصف صاروخي، نسبه جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان الى متمردين أكراد أتراك.
خلال زيارته إلى باريس، تطرق الوزير العراقي الى الخلاف بين الأكراد العراقيين والحكومة المركزية في بغداد التي تطالب بأن تمرّ عبرها كل صادرات النفط على الأراضي العراقية، وتريد أيضاً إعادة النظر في العقود التي وقعتها سلطات إقليم كردستان في شكل أحادي، حيث أعرب إسماعيل في تصريح عن نية بغداد "تغيير" العقود السارية، مع "حفظ حقوق جميع الأطراف".
لكن إربيل ترفض هذا الأمر، وترى أن من حقها استثمار النفط في أراضيها من دون الرجوع الى بغداد.
لم تعلّق شركة "توتال إنرجيز" على لقاءات الوزير العراقي، علماً أنها وقعت عقداً بقيمة 10 مليارات دولار في 2021 في العراق، معلنة عودتها إلى البلد الذي بدأت فيه أنشطتها في عشرينيات القرن الماضي.
يشمل العقد الذي وقع في سبتمبر، بناء وحدات لاستخراج وتجميع ومعالجة الغاز في ثلاثة حقول مختلفة بهدف توليد الكهرباء، كما يهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة من حرق الغازات المتسربة أثناء استخراج النفط الخام. وينص الاتفاق أيضاً على إنشاء وحدة ذات سعة كبيرة لمعالجة مياه البحر، بهدف زيادة قدرات ضخ المياه في الحقول جنوب العراق، من دون زيادة استخراج المياه العذبة في البلاد التي تعاني شحاً في المياه.
يلحظ العقد أيضاً، بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من أشعة الشمس، بقدرة 1 غيغاواط ستزوّد شبكة منطقة البصرة، جنوبي البلاد.