لم يعوض كبار منتجي النفط في الشرق الأوسط الأعضاء في "أوبك" نقص إمدادات النفط الروسي إلى أوروبا، وبدلاً من ذلك، يساهم بعض صغار اللاعبين في المنظمة بزيادة الإنتاج وسد الفجوة.
سجل المنتجون من دول غرب أفريقيا الأعضاء في المنظمة أكبر زيادة في الشحنات إلى الموانئ الأوروبية، تزامناً مع وقف المصافي الإمدادات الروسية عقب غزو أوكرانيا.
هنغاريا تشترط استثناء خطوط الأنابيب لإقرار حظر النفط الروسي
يتزامن ذلك مع امتناع السعودية والإمارات، أكبر المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، بشكل كبير عن إرسال شحنات إضافية إلى أوروبا، رغم قدرتها الكبيرة على زيادة الإنتاج.
زيادة المبيعات لأوروبا
بلغ متوسط إجمالي شحنات النفط من غرب أفريقيا إلى أوروبا 1.23 مليون برميل يومياً خلال مارس وأبريل، بزيادة 40% عن نفس الفترة من العام الماضي، لتسجل أعلى مستوى منذ فبراير 2020، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها بلومبرغ.
تأتي تلك القفزة رغم معاناة نيجيريا وأنغولا، المنتجين الرئيسيين في المنطقة، من صعوبة قدرتهم على زيادة الإنتاج وسط تراجع القدرة الإنتاجية، وانخفاض الاستثمارات وانقطاعات التشغيل.
سهيل المزروعي لـ"الشرق": حظر النفط الروسي سيؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الخام
ونتيجة الضغوط التي يتعرض لها الإنتاج، جاءت الزيادة في المبيعات إلى أوروبا على حساب انخفاض بنسبة 20% في حركة الشحنات من المنطقة إلى آسيا.
تبقى الولايات المتحدة أكبر مورّد لأوروبا يمكنه تعويض الإمدادات الروسية، وإذا استمر الاتحاد الأوروبي في تنفيذ خططه لفرض حظر كامل على الإمدادات الروسية، فقد لا يكون لدى الدول الأفريقية الكثير لتقدمه.
يؤكد ذلك أن كبار منتجي النفط من دول الخليج العربي الأعضاء في "أوبك" لا يرغبون في التعدي على عملاء موسكو من الدول الأوروبية حتى الآن، رغم الفرصة المغرية التي يصعب مقاومتها.