واصل النفط تراجعه للجلسة الثانية على التوالي مع تسارع وتيرة التضخم في الولايات المتحدة، والتي تسبّبت في مزيد من القلق بشأن اتخاذ إجراءات قد تدفع الاقتصاد نحو الركود.
تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.2% ليستقر سعره أدنى من مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ نهاية أبريل. بينما يزداد الدولار قوة وسط مخاوف من تشديد السياسة النقدية، مما يقلل جاذبية السلع التي يتم تسعيرها بالدولار.
سهيل المزروعي لـ"الشرق": حظر النفط الروسي سيؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الخام
في غضون ذلك، ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان قضية أمن الطاقة، يوم الثلاثاء، في الوقت الذي يسعى فيه "الاتحاد الأوروبي" لإقناع بودابست بالتخلي عن معارضتها للعقوبات المقترحة على واردات النفط الروسية.
قال فؤاد رزاق زادة، محلل السوق في"سيتي إندكس" (City Index)، و"فوركس دوت كوم" (Forex.com): "ربما يكون النفط الخام قد توقف عن الارتفاع".
وأضاف رزاق زادة: "أعلم أنَّ تلك التحركات جريئة، إذ يمثل بيع النفط على المكشوف لعباً بالنار في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية".
وبرغم أنَّ التراجع الأخير كان من المفترض أن يحفّز جولة جديدة من الشراء، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لكنَّه يشير للوصول إلى نطاق سعري منخفض جديد وصولاً بأسعار النفط إلى مستوى المقاومة.
مخاوف من الركود الاقتصادي
تباين أداء السوق في الأسابيع الأخيرة وسط تهديدات الطلب بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وحرب الصين ضد كوفيد-19.
في المقابل، حذّر وزير النفط السعودي من نفاد الطاقة الإنتاجية للسوق بالكامل، مما يزيد المخاوف بشأن العرض، وهذا ما سيدفع نحو ارتفاع الأسعار، كما أشار وزير النفط الإماراتي إلى عدم تمكّن "أوبك +"من تأمين إمدادات نفط كافية مع تعافي الطلب بالكامل من الوباء من دون المزيد من الاستثمارات العالمية.
أسعار البنزين في أمريكا تقفز لمستوى قياسي والمصافي تكافح لتلبية الطلب
وبرغم انخفاض أسعار النفط، ارتفعت أسعار التجزئة للبنزين والديزل في الولايات المتحدة لتسجل مستوى قياسياً قبل موسم زخم قيادة السيارات في الصيف، وتزامن ذلك مع ظهور مؤشرات على تباطؤ نمو إنتاج النفط الأمريكي، مما دفع "إدارة معلومات الطاقة" إلى خفض توقُّعاتها لإنتاج النفط المحلي إلى 11.9 مليون برميل يومياً هذا العام، في تقريرها الشهري، مقارنة بتقديراتها السابقة البالغة 12.01 مليون برميل.
[object Promise]إغلاقات الصين
تسبّبت عمليات البيع الواسعة في السوق يوم الإثنين في تراجع أسعار النفط بأكبر وتيرة منذ نهاية مارس الماضي. في حين استمر الهبوط في سوق خيارات النفط أيضاً، حيث تسببت السوق الهابطة في فرض علاوة إضافية على عقود الخيارات التي تراهن على صعود السوق، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا نهاية فبراير الماضي.
أدى تفشي كوفيد-19 في الصين من جديد إلى زيادة تلك التقلّبات، فقد تسبّبت عمليات الإغلاق للحد من تفشي الفيروس في اضطراب الاقتصاد، في حين حذّر رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ من الوضع "المعقّد والخطير" لمستويات التوظيف في البلاد، وسط تشديد بكين وشنغهاي القيود في محاولة لاحتواء تفشي المرض.
