ستواجه شركات إنتاج السلع صعوبة أكبر في بيع وشراء النفط الروسي بداية من منتصف الشهر الجاري، وفقاً لأكبر تاجر مستقل للنفط الخام في العالم، بسبب تشديد أوروبا للعقوبات على موسكو نتيجة غزو أوكرانيا.
ربما انخفضت صادرات روسيا من النفط الخام ومنتجاته بنحو مليون برميل يومياً من مستوى 7.5 مليون برميل قبل الهجوم على أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي، بحسب تصريحات مايك مولر، رئيس منطقة آسيا لدى شركة "فيتول غروب" (Vitol Group)، يوم الأحد في تدوينة صوتية (بودكاست) بثّتها شركة "غالف إنتليجنس"، ومقرها في دبي. وقال إنها قد تنخفض أكثر بعد 15 مايو الجاري.
تُفسِّر كثير من الشركات التجارية ضوابط الاتحاد الأوروبي على أنها تحظر عليها التعامل مع شركات الطاقة الروسية التابعة للدولة بعد هذا التاريخ.
أوضح مولر: "من الناحية الفعلية نحن تجاوزنا ذلك التاريخ، حيث لا يستطيع النظام المصرفي الدولي سداد المدفوعات إلى الكيانات الروسية. ستحظر عقوبات الاتحاد الأوروبي عدداً كبيراً من المعاملات بداية من 15 مايو".
واقع جديد
وأضاف أن "واقعاً مختلفاً" سيتم وضعه حتى بالنسبة للشركات التي تواصل شراء الطاقة الروسية حتى الآن بسبب التزاماتها التعاقدية التي ينبغي أن تفي بها.
في الشهر الماضي، قالت شركة "فيتول"، ومقرها في جنيف، والتي تداولت 7.6 مليون برميل من النفط الخام والمكرر يومياً في عام 2021، إنها تعتزم وقف التعامل مع المنتجات ذات المنشأ الروسي بحلول نهاية العام الجاري.
قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوى منذ عدة أسابيع إلى نحو 110 دولارات للبرميل في الأسبوع الماضي مع اقتراب الاتحاد الأوروبي من فرض حظر رسمي على الواردات من روسيا. ويرغب التكتل في فرض عقوبات على النفط الخام الروسي خلال ستة أشهر وعلى المشتقات البترولية بحلول نهاية العام الحالي لمعاقبة الكرملين على شن الحرب. غير أن بعض الدول الأعضاء، وخاصة هنغاريا، تحاول منع فرض الحظر.
يرفض بالفعل كثير من التجار، وشركات الشحن والتأمين والبنوك الطاقة الروسية خوفاً من كسر العقوبات المالية القائمة أو تجنباً للإضرار بسمعتها.
قال مولر إن بعض صغار التجار سيواصلون التعامل مع روسيا حتى بعد انتهاء الشهر الجاري. ومع ذلك، ستظهر حالات تأخير واختناقات بسبب معاناة هؤلاء التجار في البحث عن شركات شحن وتأمين تقبل أن تتعرض لمخاطر النفط الروسي.
مالكو ناقلات النفط يتجنبون الخام الروسي بسبب أزمة أوكرانيا
أزمة الشحن
أضاف مولر: "إن قطاع الشحن بأكمله في هذا المجال ينبغي أن يكرَس لهذه التجارة. هناك كلمات كثيرة تعبر عن هذا المعنى، لكنها بوضوح ليست الحالة السائدة. سوف يتم تداول النفط بأسعار أرخص مع استئجار السفن بتكلفة أعلى لأن أصحاب السفن الذين سيعملون في هذا النشاط قد يجدون أنفسهم منبوذين من الآخرين لفترة قادمة من الزمن".
خلافاً للولايات المتحدة وأوروبا، لم تفرض عقوبات على روسيا إلا دول قليلة جداً وكثير منها حريصة على شراء المزيد من النفط الروسي، الذي يُباع بخصم سعري كبير.
رفعت الهند، وهي إحدى أكبر دول العالم استيراداً للنفط الخام، مشترياتها من روسيا منذ الغزو وهي تحاول أن تحصل على تخفيض سعري أكبر، وفق تقرير نشرته بلومبرغ الأسبوع الماضي.
دعت ألمانيا رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ليحل ضيفاً خاصاً على قمة زعماء "مجموعة السبع" الشهر القادم، في إطار جهودها الرامية إلى تشكيل تحالف دولي أوسع ضد موسكو.