سيقدم الاتحاد الأوروبي إرشادات أكثر تفصيلاً في الأيام المقبلة بشأن ما يمكن للشركات فعله وما لا يمكنها فعله بموجب قواعد عقوبات الاتحاد الأوروبي لمعالجة مطالب روسيا بدفع ثمن الغاز بالروبل، حيث تخشى الحكومات من المخاطر الاقتصادية لوقف موسكو الإمدادات.
في يوم الإثنين، قالت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، إن الكتلة بحاجة إلى التوضيح للشركات بأن آلية الكرملين - التي تتطلب من الشركات الأوروبية فتح حسابات باليورو والروبل في "غازبروم بنك": "تعد انتهاكاً للعقوبات ولا يمكن قبولها".
اجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين في بروكسل لمناقشة ردهم على طلب روسيا، بعد أن قطعت موسكو إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا الأسبوع الماضي لرفضهما الامتثال لأمرها الجديد. بدورها، وصفت سيمسون القرار بأنه "خرق غير مبرر للعقود الحالية" وقالت إنه يجب أن يُنظر إليه على أنه "تحذير بأن أي دولة عضو يمكن أن تكون التالية".
ينص المرسوم الروسي على أن الشركات تحتاج إلى فتح حسابين في "غازبروم بنك" - أحدهما بعملة أجنبية والآخر بالروبل - وأن الدين لا يتم سداده إلا بمجرد تحويل الدفعة إلى روبل وإيداعها في الحساب الثاني. من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إن مثل هذه الآلية من شأنها أن تخرق العقوبات، لكن يمكن للشركات أن تواصل الدفع باليورو إذا سمحت لها موسكو بإتمام الصفقة بمجرد إيداع العملة الأجنبية. لكن العديد من الشركات والحكومات قالت إن إرشادات الاتحاد الأوروبي الحالية غامضة للغاية.
في هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: "من المهم للغاية أن تعطي مفوضية الاتحاد الأوروبي رأياً قانونياً واضحاً فيما إذا كان الدفع بالروبل يمثل انتهاكاً للعقوبات".
من جانبها، قالت باربرا بومبيلي، وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية، إن جميع الدول الأعضاء أشارت إلى أنها ستلتزم بإرشادات الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية الدفع مقابل الغاز. لكن هنغاريا، التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية، أشارت سابقاً إلى أنها منفتحة للدفع بالروبل لضمان استمرار عمليات التسليم.
قالت وزيرة المناخ البولندية آنا موسكفا لـ"بلومبرغ نيوز" خلال مقابلة أجريت معها إن تصريحات الوزراء في الاجتماع تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يفتقر إلى الوحدة. في حين أن العديد من البلدان - بما في ذلك بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا والدنمارك وفنلندا - أيدت حظر الدفع باليورو، اختار البعض عدم التعليق على هذه القضية. وقالت إن آخرين، مثل إيطاليا والنمسا، أكدوا مخاوفهم بشأن مخاطر التوقف المحتمل لإمدادات الغاز على الاقتصاد.
موسكفا ذكرت خلال المقابلة: "المفوضية قالت إنها ستوضح أي شكوك متبقية... في الوقت الراهن لم تكن لدينا أي إيضاحات وتحملنا العواقب... أرادت روسيا ترهيب الاتحاد الأوروبي، لإظهار أن أولئك الذين لن يمتثلوا سيتم قطع الإمدادات عنهم... لكني آمل ألا تتحقق هذه الأهداف وبعد اجتماع اليوم ستفكر الدول التي لديها بعض الشكوك في ذلك، حتى لو بدأت بعض المحادثات مع (غازبروم)".
تراجعت أسعار الغاز الأوروبية يوم الثلاثاء، حيث زاد التجار من احتمالية أن تجد الشركات حلولاً بديلة.
