عادت شركة "بيركشاير هاثاواي" (Berkshire Hathaway) لمالكها وارن بافيت، والتي كافحت لسنوات مع التقييمات العالية التي تخنق آفاق الصفقات، إلى لعبة شراء الأسهم.
حقّقت المجموعة العملاقة صافي مشتريات بما يقرب من 41 مليار دولار في الربع الأول، بما في ذلك زيادة حصتها في شركة "شيفرون" (Chevron) التي صعدت بهذا الاستثمار لتكون بين أعلى أربع حيازات من الأسهم العادية في "بيركشاير".
إنفوغراف.. ما هي أكبر الاستثمارات في محفظة وارن بافيت؟
ولم تكن "بيركشاير" بهذه المستوى من الأهمية بوصفها مشترياً صافياً للأسهم العادية خلال أي ربع من البيانات التي تعود إلى عام 2008. كما أصدرت الشركة العملاقة أرباح الربع الأول صباح يوم السبت قبل أول اجتماع شخصي للمساهمين منذ عام 2019.
يُشار إلى أن بافيت ونوابه كافحوا خلال السنوات الأخيرة لإيجاد طرق لاستثمار سيولة "بيركشاير" في أصول ذات عائد أعلى، ويرجع ذلك جزئياً إلى المنافسة الشديدة من المشترين، بما في ذلك شركات الأسهم الخاصة بالإضافة إلى التقييمات المرتفعة. إلا أن المسؤولين التنفيذيين في "بيركشاير" عادوا إلى العمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، حيث أضافوا المزيد من أسهم شركة "أوكسيدنتال بتروليوم" (Occidental Petroleum)، وأبرموا اتفاقية لشراء شركة "أليغاني" (Alleghany) مقابل 11.6 مليار دولار نقداً في صفقة من المتوقع أن تُغلق في الربع الأخير.
وارن بافيت يشتري "أليغاني" للتأمين بـ 11.6 مليار دولار
في هذا الصدد، قال جيم شاناهان، المحلل في شركة "إدوارد جونز" (Edward Jones): "قامت (بيركشاير هاثاواي) باستثمار إضافي كبير في شركة (شيفرون) خلال الربع، وجنباً إلى جنب مع العشرة مليارات دولار التي استثمرتها في (أوكسيدنتال)، فإن رهان (بيركشاير) على قطاع النفط يتجاوز الآن 40 مليار دولار".
وقد ساعد ذلك في التخلص من كومة سيولة شركة "بيركشاير"، التي أنهت الربع الأول عند 106 مليارات دولار، وهو أدنى مستوى منذ الربع الثالث من عام 2018. وكان الكنز يتجه نحو مستويات شبه قياسية في الأرباع الأخيرة.
149.2 مليار دولار سيولة في جعبة وارن بافيت
ومع تسريع "بيركشاير" لمحرك شراء الأسهم، أبطأت الشركة عملية إعادة شراء الأسهم خلال الربع مع 3.2 مليار دولار فقط، وهو أدنى مستوى منذ نفس الفترة في عام 2020، وهبوطاً من 6.9 مليار دولار في عمليات إعادة الشراء خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2021. حيث كان بافيت يعتمد بشكل متزايد على عمليات إعادة الشراء كإحدى الطرق لاستثمار الأموال في بيئة عقد الصفقات التنافسية. وكانت أسهم "بيركشاير" من الفئة (أ) أكثر تكلفة خلال هذه الفترة، حيث حققت مكاسب بأكثر من 17% خلال الربع الأول.
وحققت المجموعة العملاقة مكاسب في الأرباح بنسبة 0.3% فقط لتصل إلى 7.04 مليار دولار في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وبينما كانت الشركات المصنعة وتجار التجزئة أقوياء خلال هذه الفترة، كان الاكتتاب لدى شركات التأمين أقل هذا الربع.
يُذكر أن "بيركشاير" ستستضيف اجتماعها السنوي في وقت لاحق من يوم السبت في أوماها، نبراسكا، حيث سيُجيب بافيت وشريكه التجاري منذ فترة طويلة، تشارلي مونغر، على أسئلة المساهمين لساعات.