رفض بنك الغاز الروسي الرئيسي تسلُّم مدفوعات من شركة تجارية انتزعتها ألمانيا من سيطرة موسكو، في أول احتكاك بين البلدين عقب عملية المصادرة، وسط نزاع إقليمي أوسع بشأن الطاقة.
لم يوافق "غازبروم بنك" (Gazprombank) على قبول مدفوعات مقابل بعض شحنات الغاز في أبريل ومايو إلى ألمانيا والنمسا بموجب عقد مع شركة "غازبروم ماركيتينغ أند تريدينغ" (Gazprom Marketing & Trading)، حتى مع سعي الشركة لدفع ثمن الغاز باستخدام حساب الروبل كما طلبت روسيا، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
كانت شركة "غازبروم ماركيتينغ أند تريدينغ" في السابق تحت إشراف الفرع الألماني لشركة الغاز الروسية الحكومية "غازبروم" (Gazprom)، إلا أن ألمانيا صادرت الوحدة في وقت سابق من هذا الشهر لتأمين إمدادات الغاز للبلاد، وهي الآن تخاطر بأن تصبح الشركة منبوذة في ظل ملكيتها الجديدة.
دخل الاتحاد الأوروبي وروسيا في مواجهة بشأن إمدادات الغاز، إذ طالب الرئيس فلاديمير بوتين بالدفع بالروبل. وبموجب المرسوم، سيُنشئ المشترون حسابين مع "غازبروم بنك"، ويمكن بعد ذلك تحويل مدفوعات اليورو في حساب إلى روبل في الحساب الآخر.
في المقابل قال الاتحاد الأوروبي إنه لا يزال من الممكن الدفع باليورو، وإلا فإنّ المشترين سيخاطرون بالوقوع في مشكلة بسبب عدم الامتثال للعقوبات المفروضة على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا. وقطعت روسيا، أكبر مورد للاتحاد، الشحنات إلى بولندا وبلغاريا أمس الأربعاء بسبب نزاع على السداد.
وفي حين أن قضية "غازبروم ماركيتينغ أند تريدينغ" تتعامل مع كمية صغيرة جداً من الغاز -جزء بسيط من إجمالي واردات أوروبا من روسيا- فإنها تسلّط الضوء على التعقيدات المتعلقة بأمر الدفع الخاص بالكرملين.
عملية غير واضحة
قالت هيئة تنظيم الطاقة الألمانية في بيان لها إنّ القضية تتعلق بعملية دفع "غير واضحة". وأضافت أنه من المقرر دفع ثمن الغاز باليورو كما هو متفق عليه في العقد، مضيفة أنه يمكن لشركة "غازبروم ماركيتينغ أند تريدينغ" أن تستبدل بالغاز من خلال الشراء من السوق المفتوحة إذا لزم الأمر.
فعلياً، تشتري شركة "غازبروم ماركيتينغ أند تريدينغ"، التي يقع مقرها في لندن، الغاز لصالح أذرع التجزئة التجارية في ألمانيا والمملكة المتحدة. وتعتبر مدفوعاتها المرفوضة لبنك "غازبروم بنك" جزءاً من عقد متوسط الأجل لتزويد 7 تيراواط/ساعة من الغاز بحلول نهاية عام 2023، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.
قال الأشخاص إنّ الشركة التجارية، وهي من مستوردي الغاز لألمانيا، لا تزال تحاول ضمان معالجة الصفقة، وتجري مفاوضات مع "غازبروم بنك" وذراع التصدير لشركة "غازبروم".
في حال لم يُسلَّم الغاز، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تشديد إمدادات الغاز الأوروبية. وإذا لم تتمكن "غازبروم ماركيتينغ أند تريدينغ" من الحصول على الغاز من روسيا، فقد تضطر الشركة التجارية إلى الحصول عليه من مكان آخر بسعر أعلى.