حفّزت الحرب الروسية على أوكرانيا طفرة بالتنقيب عن النفط في الوقت الذي يبحث فيه المشترون عن إمدادات بديلة للخام، بحسب ما قالته "شلمبرجير" (Schlumberger) .
أعلنت أكبر مزودة لخدمات حقول النفط في العالم عن زيادة مفاجئة في توزيعات الأرباح، متجاوزة توقُّعات "وول ستريت" يوم الجمعة. تعد زيادة الأرباح، بمقدار 40%، أول ارتفاع في أرباح "شلمبرجير" منذ عام 2015.
قال الرئيس التنفيذي، أوليفييه لو بيوخ، في بيان: "سيؤدي تفكك تدفقات الإمدادات من روسيا إلى زيادة الاستثمار العالمي في المناطق الجغرافية المختلفة وسلسلة قيمة الطاقة بأكملها، وذلك لتأمين تنويع إمدادات الطاقة وأمنها في العالم".
زادت أرباح الربع الأول البالغة 34 سنتاً للسهم، باستثناء بعض العناصر، ببنس واحد عن تقديرات المحللين في استطلاع "بلومبرغ".
قفزت المبيعات إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر عام 2017، لتصل إلى ما يقرب من 6 مليارات دولار، بعدما حصدت "شلمبرجير" نتائج الانتعاش الشامل في استهلاك الطاقة وإنتاجها بعد الوباء.
كما دفع العمل في الولايات المتحدة وكندا بمبيعات "شلمبرجير" للأعلى؛ إذ حقّقت الشركة صعوداً في الإيرادات بنحو الثلث.
تراجعت الأسهم بنحو 0.8% إلى 40.33 دولار في تعاملات نيويورك، لتنضم إلى الانخفاض في سوق الأسهم الأوسع.
تعهد أكبر ثلاثة مقاولين لحقول النفط في العالم الشهر الماضي بوقف أعمالهم المستقبلية في روسيا، لكنَّ "هاليبرتون" (Halliburton) هي الوحيدة التي تُنهي أنشطتها الحالية هناك.
كما حذّرت "بيكر هيوز" (Baker Hughes) المستثمرين هذا الأسبوع من استمرار تآكل المبيعات في واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم وسط العقوبات المفروضة على روسيا.
ضربة للأرباح
تواجه "شلمبرجير" رائدة الصناعة بفضل بصمتها العالمية الاستثنائية وكثافة قائمة طلبياتها الدولية، أكبر تعرض بين المنافسين الغربيين في روسيا التي مثلت نحو 5% من مبيعاتها قبل بدء الحرب في أواخر فبراير.
حذّر لو بيوخ المستثمرين الشهر الماضي من تضرر الأرباح جرّاء أزمة سلسلة التوريد والآثار المتتالية لهجوم بوتين.
إلى ذلك، يشهد عمال قطاع النفط انتعاشاً في الأعمال التجارية نتيجة لارتفاع الطلب على النفط الخام بعد الانهيار العالمي التاريخي.
ويسير عمالقة الخدمات الثلاثة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق المبيعات السنوية الأكبر منذ الأيام السابقة للوباء، التي شهدت تسريح الآلاف من العمال، وخفض الأسعار، وجهود التحول من أعمال النفط الصخري إلى الأعمال الخارجية الأكثر استقراراً، وفقاً للمحللين.
لكنَّ المنافسين الأصغر لـ"شلمبرجير" خيّبوا آمال المساهمين في الأيام الأخيرة بعدما أعلنت "هاليبرتون"عن نتائج مماثلة، وسجلت "بيكر هيوز" أرباحاً تقل عن المتوقَّع.