انخفض إنتاج النفط الليبي بأكثر من نصف مليون برميل يومياً بسبب موجة من المظاهرات السياسية التي اجتاحت صناعة الطاقة في الدولة العضو في "أوبك".
تم إغلاق حقل الشرارة في غرب البلاد، والذي تبلغ استطاعة إنتاجه 300 ألف برميل يومياً، بعد أن تجمع محتجون في الموقع مطالبين بتنحي رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة، وفقاً لأشخاص مطلعين. جاء ذلك بعد توقف عمل حقل الفيل القريب، بطاقة يومية 65 ألف برميل لنفس السبب.
كما تم إغلاق محطات تصدير البريقة اليوم الاثنين، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر طلبا عدم الكشف عن هويتيهما بسبب عدم وجود تصريح بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وقال أحد المصادر إن إنتاج ليبيا انخفض بمقدار 535 ألف برميل يومياً، ومن المحتمل أن ينخفض أكثر. وبحسب شخص آخر، بلغ الإنتاج اليومي 1.1 مليون برميل حتى يوم الأحد.
كما أوقفت شركة النفط الوطنية المملوكة للدولة رسمياً الشحنات من ميناء الزويتينة الشرقي يوم الاثنين وقالت إنها كانت "بداية موجة مؤلمة من الإغلاق".
كما أعلنت المؤسسة القوة القاهرة (بند في العقود يسمح بوقف الصادرات) على الشحنات من مليتة، وهي ميناء غربي يغذيه حقل الفيل، وكذلك من حقل الشرارة، وفقًا لما ذكره الأشخاص.
يهدد المتظاهرون بوقف العمليات في محطتي السدر ورأس لانوف.
وقالت المؤسسة في بيان إن عمال شركات النفط الليبية في الزويتينة ومليتة والسرير وشركة الخليج العربي للنفط "(AGOCO) أُجبروا يوم الأحد على "وقف الإنتاج بشكل كامل وتدريجي". ولطالما أكدت المؤسسة الوطنية للنفط على أهمية تحييد قطاع النفط وتجنبه الصراعات السياسية في البلاد.
أزمة متفاقمة
وعمليات الإغلاق هي الأحدث في سلسلة من الاضطرابات التي تضرب قطاع الطاقة الليبي وسط الأزمة السياسية المتفاقمة، وارتفعت أسعار النفط في وقت مبكر من اليوم الاثنين لأسباب من بينها انقطاعات الإمدادات.
كما تأتي الإغلاقات في وقت حساس لأسواق السلع العالمية إذ تقلصت إمدادات النفط منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وارتفع سعر خام برنت فوق 110 دولارات للبرميل.
تواجه ليبيا، الغارقة في الصراع منذ سقوط الدكتاتور معمر القذافي عام 2011، نزاعاً بين السياسيين المتنافسين، ويرفض الدبيبة دعوات بعض النواب للاستقالة بعد أن أعلنوا وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا للوزراء في فبراير.
في وقت سابق من الشهر الجاري، استقال ممثلو القائد في شرق البلاد، خليفة حفتر، من لجنة عسكرية وطنية تهدف إلى ضمان وقف إطلاق النار، كما قالوا إنه يتعين على حفتر منع صادرات النفط.
كان من المقرر أن تجري الدولة الشمال أفريقية انتخابات رئاسية في ديسمبر، لكنها تأجلت قبل أيام فقط من انعقادها، ما وجَّه ضربة لجهود السلام.