أشارت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها إلى أنها ترى أنه لا توجد حتى الآن حاجة لاتخاذ تدابير بشأن خطط إمدادات النفط حتى في ظل تهديد الصراع بين روسيا وأوكرانيا بإثارة أكبر اضطراب في السوق منذ عقود.
قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، اليوم الإثنين في مؤتمر عُقد في دبي: "لن نضيف موارد إذا كانت السوق متوازنة، والموارد متواجدة في السوق".
وأضاف أن "أوبك+" لا تُركز على ما إذا كانت الخسارة المحددة للشحنات الروسية تسبب اختلالاً في التوازن.
كما قال عدد من المندوبين بشكل خاص إنهم يتوقعون أن تلتزم "أوبك" وشركاؤها بخطتهم طويلة الأمد وإقرار زيادة متواضعة أخرى في المعروض عندما يجتمعون يوم الخميس.
حتى الآن، رفض تحالف "أوبك+"، المؤلف من 23 دولة بقيادة السعودية، الضغط لتعويض نقص الإمدادات الروسية التي تجنبها بعض المشترين بسبب غزو أوكرانيا.
تحرص الرياض وأبوظبي على الحفاظ على العلاقات مع موسكو، مشيرين إلى أنهما يعتقدان أنه لا يوجد أي نقص حتى مع تراجع الصادرات الروسية بمقدار الربع واستقرار الأسعار بالقرب من 100 دولار للبرميل.
إذا لم يتم إجراء أي تعديلات، فإن تحالف "أوبك+" سيصدق على زيادة قدرها 430 ألف برميل يومياً المقررة في شهر مايو.
في ظل معاناة العديد من الأعضاء للوفاء بالزيادات المخطط لها خلال الأشهر القليلة الماضية وتعافي الطلب العالمي من تداعيات الوباء، فإن هذا القرار قد يدفع الأسواق نحو مزيد من التشديد، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الضغط التضخمي الذي يؤثر على الاقتصاد العالمي.
التحالف الروسي
قالت الإمارات إن الشراكة مع روسيا، أكبر منتج للنفط الخام في "أوبك+" بعد السعودية، ما زالت راسخة. هذا الموقف ربما يخيب آمال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والقادة الأخرين الذين يسعون لعزل الرئيس فلاديمير بوتين.
في الوقت نفسه، قال المزروعي إن "روسيا عضو مهم" في "أوبك+"، وستظل على الأرجح ضمن المجموعة، موضحاً "هذا تحالف سيستمر، هذا تحالف نحتاجه".
عندما اجتمع تحالف "أوبك+" آخر مرة، في بداية هذا الشهر، بذل وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان جهوداً حثيثة لتجنب أي نقاش حول العدوان العسكري الروسي، أو عواقبه على السوق، الأمر الذي سرع وتيرة الاجتماع لينتهي بعد 13 دقيقة فقط.
من السهل تفهم حذر الأمير عبدالعزيز، فقد كانت العلاقة مع موسكو مهمة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي بالنسبة للبلدين المصدرين من الخليج العربي، ما عزز سيطرتهما على أسواق النفط الخام العالمية وسمح لهما بتقليل اعتمادهما على واشنطن.
كان هذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة للرياض حيث سعى بايدن إلى تهميش ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.
شهدت سوق النفط الأوسع نطاقاً رد فعل منقسم على هجوم موسكو على جارتها الأوكرانية، حيث تعمل شركات النفط الكبرى، مثل "توتال إنرجيز" و"شل"،على إنهاء مشترياتها من النفط من روسيا وسط إدانة دولية للغزو.
مع ذلك، فإن شركات تكرير النفط في الصين تشتري الخام الروسي الرخيص سراً مع استمرار المعروض من البلاد في التسلل إلى السوق. كما أن الهند كانت تشتري أيضاً الخام الروسي.
حتى مع انقسام المشترين، كانت موجات الصدمة التالية للغزو محسوسة عالمياً. فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لفترة وجيزة إلى أعلى مستوياتها في 13 عاماً بالقرب من 139 دولاراً للبرميل في بداية هذا الشهر، ما أدى إلى تفاقم موجة التضخم التي أثارت أزمة في تكاليف المعيشة بالنسبة للملايين.
إذا اختار تحالف "أوبك+" مجدداً الاستجابة عند المستويات الدنيا، فإن هذا الأمر قد يزداد سوءاً.