مصدرو الغاز الطبيعي الأمريكيون يلتقون مستوردي وقود محطات الكهرباء الألمان في برلين الأسبوع القادم بهدف تنشيط المفاوضات حول كيفية مساعدة الولايات المتحدة مركز النشاط الصناعي في أوروبا على أن تفطم نفسها عن إمدادات الغاز الروسية، كما قالت مصادر على دراية بالمشروع.
تستضيف سفارة الولايات المتحدة في ألمانيا المفاوضات السياسية بين موردين للغاز الطبيعي المسال ومسؤولي شركات المرافق الألمانية في 30 من شهر مارس الجاري، أثناء انعقاد مؤتمر "حوار برلين للانتقال إلى الطاقة المستدامة"، بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب سرية المعلومات.
يعتزم مسؤولو شركات الغاز الطبيعي المسال بالولايات المتحدة أن يناقشوا مع نظرائهم الألمان، خلال اجتماع ثانٍ يعقد في نفس اليوم، اتفاقيات تجارية استجابة لدعوة برلين إلى بناء مزيد من محطات تحويل الغاز المسال إلى الحالة الغازية مرة أخرى.
ينتظر أن يحضر هذا الاجتماع شركة "سمبرا إنفراستراكتشر" (Sempra Infrastructure) الأمريكية المتخصصة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، وشركة "شل"، التي تشاركت مع شركة "آر دبليو إي" في بناء محطة في ألمانيا. وتعتزم حضور الاجتماع أيضاً شركة "تيليريان" (Tellurian) التي اقترحت إنشاء مجمع لتصدير الغاز المسال في ولاية لويزيانا.
بدائل للغاز الروسي
قال رئيس شركة "تيليريان" شريف سوكي: "نحن قطعاً سنحضر اللقاء وسنستمع. وفي النهاية تعقد هذه الصفقات عبر اللقاء المباشر".
لم يعلق مسؤولو السفارة الأمريكية مباشرة، وقالت المصادر أيضاً إن المباحثات السياسية ستتطرق إلى وقود الهيدروجين.
ستعقد الاجتماعات بعد أيام فقط من إعلان رئيس الولايات المتحدة جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلين يوم الجمعة عن خطط لزيادة ضخ الغاز الأمريكي إلى القارة الأوروبية ومساعدتها في وقف الاعتماد على الإمدادات الروسية.
دفع غزو أوكرانيا ألمانيا إلى وقف التصديق على خط أنابيب الغاز المثير للجدل "نورد ستريم 2" الذي كان سيرفع معدلات ضخ الغاز الروسي لتوفير الكهرباء والتدفئة في منازل ومصانع البلاد.
تعتمد ألمانيا على روسيا في نحو 50% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، غير أن الاتحاد الأوروبي تعهد بوقف الاعتماد على الطاقة الروسية، ولذلك تسارع البلاد حالياً إلى توفير البدائل.
شركة تطوير محطة الغاز الطبيعي المسال الألمانية، المخطط بناؤها في برونسبوتل، قرب مدينة هامبورغ بألمانيا، تسارع إلى متابعة المشروع الذي وضعت خطة إنشائه منذ سنوات عديدة وواجه عقبات وصعوبات مثل تأجيل التراخيص.
بعد غزو أوكرانيا، تدخلت الحكومة الألمانية في الشهر الحالي لتكون شريكاً في المحطة، وتسعى كذلك إلى استيراد كميات إضافية من الغاز الطبيعي المسال من بلاد أخرى مثل قطر.
في مؤتمر عقد في فيينا هذا الأسبوع، قال مارسل تيجويس، مطور أعمال أول لدى شركة "جيرمان إل إن جي ترمينال" (German LNG Terminal) التي تقوم على تطوير المشروع: "إنهم في عجلة من أمرهم، ويرغبون في بناء المحطة في أسرع وقت ممكن. ومع دخول الحكومة الألمانية في المشروع، نأمل أن تتلقى عملية استصدار التراخيص دفعة قوية".