توقع نايف الدندني الباحث في استراتيجيات الطاقة، استمرار الاضطرابات في أسواق النفط خلال الفترة المقبلة، وحدوث موجات ارتفاع جديدة في أسعار الخام.
الدندني أرجع في مقابلة مع "الشرق" ذلك إلى عدة أسباب أبرزها استمرار ما أسماه بـ "الهجمات الإرهابية" من الحوثيين على مواقع النفط السعودية، والتي تمثل تهديداً كبيراً لإمدادات الطاقة، وكذلك تمسك المملكة والإمارات باتفاق "أوبك+" بما يعني وقف أي زيادات جديدة في الإنتاج، بالإضافة إلى التهديدات التي تواجه النفط الروسي الذي قد يتجه نحو التخزين وإلى وجهات غير معلومة بدلاً من الأسواق.
بيع النفط الروسي خلال الأيام الماضية بسعر أقل بنحو 30 دولاراً من السعر العالمي نظراً للعقوبات المتزايدة على موسكو.
تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في اضطراب أسواق السلع من النفط الخام إلى الحبوب، مما أدى إلى تجنّب المشترين للنفط الروسي خوفاً من تعرضهم لعقوبات، على الرغم من أنَّ بعضهم يفكر في مصادر بديلة.
قالت وكالة الطاقة الدولية نهاية الأسبوع الماضي، إن إنتاج روسيا من النفط قد يتراجع بنحو الربع الشهر المقبل، مما يلحق أكبر صدمة معروض منذ عقود، حيث يتجنب المشترون صادرات البلاد بعد غزوها أوكرانيا. عادت أسعار النفط في نهاية التداولات الأسبوعية فوق 100 دولار، مع التوقعات بأن الأسواق قد تفقد 3 ملايين برميل يومياً من الخام والمنتجات المكررة من روسيا بدءاً من أبريل.
التعويل على أن النفط الصخري سيوازن الأسواق، هو رهان خاسر في المدى المنظور، خاصة مع بطء حركة الإنتاج والنشاط والزيادات، وانخفاض معدلات إنتاج النفط التقليدي، بحسب الدندني، الذي توقع أن تقر "أوبك +" زيادتها التدريجية المقررة مسبقاً، وهي 400 ألف برميل يومياً، بدون زيادات جديدة، خاصة أنه لا توجد دول قادرة على زيادة الإنتاج فعلياً بخلاف السعودية والإمارات.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد يوم الخميس الماضي، على أهمية الحفاظ على اتفاق مجموعة "أوبك+"، وحرص المملكة على المحافظة على توازن واستقرار أسواق النفط، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.
ولي العهد السعودي يشدد على أهمية الحفاظ على اتفاق "أوبك+"
أبقت منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك"، على توقُّعات نمو الطلب العالمي على النفط في العام 2022 دون تغيير عند 4.2 مليون برميل يومياً، لتصل إلى متوسط 100.9 ملايين برميل يومياً، نظراً لارتفاع عدم اليقين، وتسارع وتيرة التطورات الجيوسياسية في الأسابيع الأخيرة، وفق بيانات التقرير الشهري الصادر اليوم الثلاثاء عن المنظمة.
