استدعت الجزائر، التي تُعدّ أكبر مُوردي الغاز الطبيعي إلى إسبانيا، سفيرها في مدريد للتشاور بعد أن أيدت الحكومة الإسبانية موقف المغرب المتعلق بنزاع إقليمي في شمال أفريقيا.
ربما يسفر الخلاف حول وضع "الصحراء" إلى إثارة المشكلات بالنسبة لإسبانيا في وقت تبحث فيه دول في كافة أنحاء أوروبا عن مصادر بديلة للغاز في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.
نوّهت إسبانيا يوم الجمعة إلى أنها تؤيّد خططاً مغربية، تقضي بمنح حكم ذاتي محدود للإقليم الذي كان منبعاً تاريخياً للتوترات مع الجزائر.
اقرأ أيضاً.. إسبانيا: الجزائر مستعدة لتوريد المزيد من الغاز إلى أوروبا في حال تعطل الإمدادات الروسية
تحول مفاجئ
نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، السبت، عن بيان لوزارة الخارجية، قولها إن القرار صدر عقب "انقلاب مفاجئ" لموقف إسبانيا من "الصحراء"، موضحة أن تحول موقف إسبانيا يعني التخلي عن سياسة الحياد التي تبنتها تجاه المنطقة التي كانت تحكمها في الماضي.
تلقّت إسبانيا على مدى سنوات الغاز الجزائري عبر خطي أنابيب يمتد أحدهما إليها من الجزائر مباشرة والآخر يمر عبر المغرب، لكن الجزائر أوقفت العام الماضي ضخ الغاز عبر خط الأنابيب المغربي، وهو ما اضطر إسبانيا لاستيراد غاز أكثر باستخدام السفن، وهي عملية ذات كلفة أكبر.
قطعت الجزائر والمغرب علاقاتهما الدبلوماسية، في حين وقعت مصادمات سابقة بين إسبانيا والمغرب حول عمليات الهجرة التي تنطلق من شمال أفريقيا صوب الساحل الجنوبي لإسبانيا.
قالت الحكومة الإسبانية في بيان لها يوم السبت، إنها أبلغت الجزائر في وقت سابق بموقفها من قضية الصحراء الغربية، مضيفة: "تُعدّ الجزائر بالنسبة لإسبانيا شريكاً إستراتيجياً وذا أولوية ووفياً".