دعا رئيس لجنة الطاقة في الاتحاد الأوروبي إلى تدخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل سريع، وسط مخاوف متزايدة بشأن سلامة المحطات النووية الأوكرانية، التي استولت القوات الروسية الغازية على اثنتين منها.
قالت كادري سيمسون مفوضة الاتحاد الأوروبي للطاقة في رسالة إلى رافائيل غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتاريخ 4 مارس، اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز"، إن الضربات الصاروخية على محطة زابوريزهزيا، الأكبر في أوروبا، واستيلاء الجيش الروسي عليها غير مقبول.
أضافت أنه يتعين على روسيا "أولاً وقبل كل شيء إعادة جميع المنشآت النووية الأوكرانية إلى السيطرة التشغيلية والتنظيمية الكاملة لأوكرانيا، بما في ذلك وصول الموظفين دون عوائق إلى هذه المنشآت، في كل من زابوريزهزيا وكذلك في منطقة تشيرنوبيل المستبعدة".
رغم استيلاء روسيا على محطة تشيرنوبيل التي تم إيقاف تشغيلها في 24 فبراير، يبقى مصدر القلق المباشر هو منشأة "زابوريزهزيا" في جنوب شرق أوكرانيا، والتي تضم ستة مفاعلات وطاقة إجمالية تبلغ 5.7 غيغا واط، ما يكفي لتزويد أكثر من أربعة ملايين منزل بالطاقة.
اقرأ أيضا: "النقد الدولي" يحذّر من تداعيات اقتصادية "مدمّرة" لتصعيد النزاع في أوكرانيا
أكد "غروسي" في بيان نشر على موقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأحد، أن كييف أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه رغم استمرار الموظفين العاديين في تشغيل محطة "زابوريزهزيا"، فإن إدارتها تخضع الآن لأوامر قائد القوات الروسية، وعبَّر عن "قلقه البالغ" بشأن هذه التطورات.
وقالت أوكرانيا للوكالة إن أي إجراء لإدارة المحطة، بما في ذلك الخطوات المتعلقة بالتشغيل الفني لوحدات المفاعلات الست، يتطلب موافقة القائد الروسي. وأغلقت القوات الروسية في الموقع بعض شبكات الهاتف المحمول والإنترنت، بحيث لا يمكن الحصول على معلومات موثوقة من الموقع عبر قنوات الاتصال العادية، بحسب التقرير الأوكراني للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أفاد مسؤولون أوكرانيون في ساعة مبكرة من صباح الجمعة الماضي بأن حريقاً اندلع في المحطة بعد قصف روسي لها ليلاً. تم إخماد الحريق في النهاية، وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن سلامة المفاعلات لم تتعرض للخطر.
أوضحت الوكالة النووية الأوكرانية أن مستويات الإشعاع في الموقع كانت طبيعية، لكن الأسهم تراجعت، وارتفعت أسعار السلع مع استيعاب المستثمرين تداعيات مثل هذا الهجوم. وتعرضت تصرفات روسيا لانتقادات شديدة في مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي.
اقرأ أيضا: بوتين وفأره.. والسيناريوهات الستة لنهاية حربه في أوكرانيا
أكدت "سيمسون" أن مجموعة المنظمين النوويين الأوروبية (ENSREG) طلبت بالفعل من أعضائها النظر في تقديم دعم عملي لنظيرتهم الأوكرانية، وعبرت المجموعة عن استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما انتقد مسؤول الطاقة في الاتحاد الأوروبي "موقف الدولة المعتدية" في الهيئة الحاكمة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تعد روسيا أكبر مصدر للمفاعلات في العالم، ولديها مشاريع قائمة في الأرجنتين وبنغلادش ومصر والمجر وتركيا. ويشغل المسؤولون النوويون في البلاد مناصب مهمة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن بينهم نائب المدير العام ميخائيل تشوداكوف.
وأضافت "سيمسون": "أجد أنه من غير المقبول أن تواصل روسيا دورها المميز في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ضوء أعمالها العسكرية غير المسؤولة على الأرض في أوكرانيا".