تبحث محطات الكهرباء وشركات صناعة الصلب الصينية عن بدائل عن فحم روسيا، بعدما أشارت بعض البنوك المحلية الى أنها تتجنب هذه المشتريات بسبب العقوبات المتزايدة المفروضة على موسكو.
أرسلت البنوك مذكرات خاصة لبعض الشركات المملوكة للدولة تنصحهم بالامتناع عن شراء الفحم الروسي لأن تشديد القيود العالمية قد يسبب "ضرراً غير متوقع" للمستوردين الصينيين، حسب أشخاص طلبوا عدم كشف هوياتهم لحساسية الأمر من الناحية التجارية.
يحدّ اثنان على الأقل من أكبر البنوك الحكومية في الصين من تمويل السلع الأساسية الروسية، ومن بينهم "إندستريال آند كوميرشال بنك أوف تشاينا" (Industrial & Commercial Bank of China)، الذي أوقف إصدار خطابات اعتماد مقومة بالدولار الأمريكي من وحدته الخارجية للشركات الصينية التي تسعى للحصول على مواد خام من روسيا. لكن ما تزال خطوط الائتمان المقومة باليوان متاحة لبعض العملاء.
بانتظار صوت بكين
قال الأشخاص إن مستوردي الفحم الصينيين ينتظرون الآن إشارات سياسية أوضح من بكين حول ما إذا كان بإمكانهم استئناف عمليات الشراء، بينما يسعى التجار لإتمام التعاملات باليوان بدلاً من الدولار. ما تزال الصين غامضة حتى الآن حيال الغزو الروسي لأوكرانيا في الوقت الذي تحاول فيه الموازنة بين علاقاتها مع موسكو وبين دورها كقوة عالمية.
بخلاف بعض السلع الأخرى مثل النفط، لا تعتمد الصين بشدة على واردات الفحم وتنتج 90% من احتياجاتها بنفسها. شكلت واردات الصين من فحم روسيا 14% من أجمالي وارداتها من هذا الوقود العام الماضي، حسبما أظهرت بيانات الجمارك. لكن مع ذلك إن قبلت الصين مزيداً من فحم روسيا، فقد تؤثر على الأسعار الآسيوية.
قالت ميشيل ليونغ، المحللة لدى بلومبرغ إنتليجنس، في مذكرة أن روسيا ستحتاج لتحويل 38% من صادراتها من الفحم، أو 82 مليون طن، من أوروبا وأوكرانيا إلى الصين ودول آسيوية أخرى إذا استمرت الأزمة، وبيّنت إنه من المرجح أن يضعف الطلب من الصين والهند مع زيادتهما للإنتاج المحلي، فيما تخطط إندونيسيا لزيادة شحناتها إلى الخارج هذا العام.
ارتفعت العقود المستقبلية للفحم الحراري القياسي في الصين 2.3% إلى 789 يواناً للطن في صباح الثلاثاء. يمكن للصين أن تستند لاستيراد مزيد من إندونيسيا، أكبر مصدر للفحم الحراري في العالم، إن توقفت الإمدادات من روسيا. ارتفعت عقود الفحم المستقبلية الإندونيسية المتداولة في سنغافورة الإثنين إلى أعلى مستوى منذ 10 نوفمبر.