قالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا، إنَّ الجزائر مستعدة لإرسال المزيد من الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي إذا تعطّلت الإمدادات الروسية بسبب الحرب مع أوكرانيا، على الرغم من توقف صادرات الدولة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة.
تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا الأسبوع الماضي في حدوث موجات من الصدمات عبر أسواق الطاقة، التي تعاني بالفعل بسبب انخفاض مخزونات الغاز لأدنى مستوياته منذ سنوات في أوروبا، وعدم اليقين بشأن كميات الغاز الروسية التي يتم إرسالها إلى القارة.
يستعد الاتحاد الأوروبي لأي توقف للإمداد، ويدرس احتمال أن يوقف الكرملين التدفقات رداً على العقوبات التي يفرضها المجتمع الدولي.
صرّحت ريبيرا، المسؤولة عن سياسة الطاقة في البلاد، لتلفزيون "تي في إي" الذي تديره الدولة الثلاثاء أنَّ الحكومة الجزائرية أكدت لها أنَّه "إذا احتجنا، أو احتاج شركاؤنا الأوروبيون إلى مزيد من الغاز عبر إسبانيا أو إيطاليا أو من خلال السفن. ستكون
(الجزائر) على استعداد لتقديمه".
قالت شركة الطاقة الحكومية الجزائرية "سوناطراك" الإثنين، إنَّها ستظل مورّداً موثوقاً به للغاز إلى أوروبا.
قال الرئيس التنفيذي توفيق حكار، إنَّ "سوناطراك" مستعدة لدعم شركائها الأوروبيين في حالة نشوء "وضع صعب"، بحسب تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية. أضاف حكار أنَّ توفير كميات إضافية يعتمد على توفر حجم الفائض.
قفز الاستهلاك المحلي من الغاز في الجزائر خلال العقد الماضي، وهي الآن تحرق الوقود أكثر مما تصدّره. ترتبط شحنات الغاز في البلاد باتفاقيات طويلة الأمد مع المشترين، علماً أنَّ كثيراً منهم في أوروبا.
تنويع الموارد
قالت ريبيرا، إنَّ الحرب مع أوكرانيا سلّطت الضوء على مدى اعتماد أوروبا على إمدادات الغاز الروسية، كما يتعين على القارة تنويع مصادر الحصول على الطاقة.
أضافت أنَّ المفوضية الأوروبية بصدد الانتهاء من حزمة ثانية من الإجراءات لتخفيف تأثير ارتفاع الأسعار على المستهلكين والشركات.
في الأسبوع الماضي، قالت شركة " إناغاز"(Enagas) الإسبانية المشغّلة لشبكة الغاز، إنَّها تعمل مع الجزائر على التوسيع المرتقب لسعة خط أنابيب "ميدغاز"
(Medgaz)، مع إجراء الاختبارات حالياً.
تمثل الجزائر 43% من الغاز المرسل إلى إسبانيا في عام 2021، جاء معظمه عبر "ميدغاز" وخط أنابيب آخر.
كانت الولايات المتحدة ونيجيريا من المورّدين الرئيسيين الآخرين للوقود إلى إسبانيا، بحصة 14%، و 11% على التوالي.
اقترحت ريبيرا، ووزيرة الاقتصاد الإسبانية نادية كالفينو على الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات لفصل الغاز في البلاد عن تكاليف الكهرباء، بما في ذلك وضع حد أقصى لسعر الطاقة المولدة من الوقود.
قالت كالفينو الأسبوع الماضي، إنَّ الاتحاد الأوروبي يستعد لمقترحهم لمنع الغزو الروسي لأوكرانيا من رفع تكاليف الكهرباء القياسية.
تخطط المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، لتكثيف الجهود من أجل تقليل اعتماد التكتل على الغاز الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا.
قالت المفوضية الأوروبية في مسودة منقحة للاستراتيجية، اطلعت عليها "بلومبرغ" يوم الإثنين، إنَّ سيطرة روسيا على أكثر من 40% من شحنات الوقود إلى التكتل أدت إلى تفاقم أسعار الطاقة المرتفعة بالفعل.