دراسة: الاتحاد الأوروبي قادر أن يقضي شتاء 2023 بلا غاز روسيا

عامل على منصة تابعة لشركة "غازبروم" الروسية - المصدر: بلومبرغ
عامل على منصة تابعة لشركة "غازبروم" الروسية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يستطيع الاتحاد الأوروبي تجاوز فصل الشتاء المقبل دون واردات الغاز الطبيعي الآتية من روسيا مع تفادي إلحاق أضرار خطيرة باقتصاده، بحسب دارسة حديثة لمركز أبحاث "بروغيل"، الذي يتخذ من بلجيكا مقراً له.

قال باحثون، إنَّ التكتل المؤلف من 27 دولة سيحتاج للحد من الطلب بنسبة تترواح بين 10% و15% على أقل تقدير في حال أوقفت روسيا الواردات بالكامل عقب هجومها على أوكرانيا، وهي بلد العبور لتدفق الغاز صوب الاتحاد الأوروبي.

بيّنت الدراسة أنَّه في حال واصلت شركة التصدير الروسية العملاقة "غازبروم" تنفيذ التزاماتها التعاقدية طويلة الأجل، فسيمكن بيسر استكمال المخزون المستهلك في أوروبا قبيل حلول موسم التدفئة المقبل.

أبرز اتخاذ الرئيس فلاديمير بوتين قرار غزو أوكرانيا، الجارة الشرقية للاتحاد الأوروبي، اعتماد الاتحاد على واردات الغاز الروسية، كما أثار دعوات من بعض الساسة والشركات لحظر تلك المشتريات. يُنتظر أن يناقش وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي خطر تعطيل الإمدادات خلال اجتماع طارئ في بروكسل في وقت لاحق الإثنين.

قال سيمون تاغليابيترا، أحد مؤلفي الدراسة: "يمثّل غزو روسيا لأوكرانيا لحظة حاسمة للاتحاد الأوروبي، الذي سيعيد أيضاً تصميم خريطة مصادر طاقته... رسالتنا الأساسية في هذا السياق واضحة: إنْ كان الاتحاد الأوروبي مرغماً أو راغباً بتحمّل التكلفة؛ فيتعيّن أن تكون لديه القدرة على استبدال الغاز الروسي الخاص بفصل الشتاء المقبل فعلاً دون تدهور النشاط الاقتصادي".

تعزيز المخزونات

يتمثل التحدي الأكبر الفوري الذي سيواجه الاتحاد الأوروبي بتعويض مخزونات الغاز المتراجعة. في حين ما يزال التكتل قادراً على تعزيز واردات الغاز الطبيعي المسال من دول مثل الولايات المتحدة، إلا أنَّ هذه المشتريات ستكون تكلفتها أعلى. ستكون إعادة المخزون إلى مستوى متوسط ​​عملية مكلفة ربما تبلغ 70 مليار يورو (78.2 مليار دولار) مقارنة مع 10 مليارات في الأعوام السابقة، بحسب "بروغيل".

في حين يُتوقَّع استمرار الأسعار عالية خلال الصيف- وهو الوقت الذي يكون فيه شراء الغاز أقل تكلفة في المعتاد- سيعوز الشركات الحافز لإعادة بناء الاحتياطات من الغاز، وستحتاج إلى أدوات لتقاسم المخاطر تقدّمها الحكومات.

قال جورج زاكمان، الذي شارك في كتابة تقرير شركة "بروغيل": "يوجد موقف سبّب الحيرة... كي نكون جاهزين؛ يتطلب الأمر منا ملء المخزون بدءاً من الوقت الحاضر. لكنَّ المشغّلين التجاريين قد يترددون بشراء الغاز بالأسعار الراهنة، إذ لا بد أنَّهم يخشون أن تُحدث شركة (غازبروم) انهياراً للأسعار في أي وقت عبر إغراق السوق".

هبطت أسعار الغاز الأوروبية الأسبوع الماضي، متأثرة بالأحداث الجارية في أوكرانيا، وفرض حكومات غربية عقوبات على روسيا رداً على ذلك. صعد مؤشر العقود المستقبلية 36% في يوم الإثنين.

قال باحثو "بروغيل"، إنَّ سيناريوهات الأزمة ستحتاج كثيراً من الارتجال. ينبغي على الاتحاد الأوروبي من أجل العيش دون الغاز الروسي؛ إعادة النظر بعشرات اللوائح، وإنفاق الكثير من الأموال بسرعة، واتخاذ قرارات صعبة، مع قبول فكرة أنَّه في حالات عديدة لن يتوفر لديه الوقت الكافي للتوصل إلى حلول ملائمة.

يأتي التقرير فيما تضع المفوضية الأوروبية خطة لدعم قدرة قطاع الطاقة الأوروبي على الصمود والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد. أكدت الجهة التنفيذية للاتحاد الأوروبي على أنَّ أفضل علاج لأوروبا هو الإسراع بتطبيق الاتفاق الأخضر، وهو استراتيجية شاملة للانتقال إلى الطاقة النظيفة، وبلوغ الحياد المناخي بحلول 2050.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات