أوقف مستوردو النفط في الصين، أكبر المشترين للخام الروسي في العالم، مشترياتهم المنقولة بحراً لفترة وجيزة لحين تقييمهم للآثار المحتملة للتعامل مع الشحنات في أعقاب غزو أوكرانيا.
قال المشترون المنتظمون للخام الروسي الذي يتم تحميله من موانئ الشرق الأقصى، إنَّهم سيبقون على الحياد، حتى يتوفر المزيد من الوضوح بشأن تمويل الشحنات وتسوية المدفوعات، وفقاً لمصافي التكرير والتجار الصينيين، الذين يبيعون في المنطقة.
بشكل منفصل؛ تضاعفت تكاليف شحن البضائع من البحر الأسود ثلاث مرات، في ظل تجنب شركات الشحن المنطقة بسبب المخاطر الأمنية.
وعلى الرغم من إعفاء صادرات الطاقة الروسية من العقوبات الأمريكية؛ بدأت بعض البنوك الأوروبية- مثل: " أي إن جي غروب" (ING Groep)، و "رابوبنك" - في فرض قيود على تمويل تجارة السلع الأساسية المرتبطة بالبلدين.
تقوم بنوك أخرى أيضاً بتقليص تعرضهم من خلال الحد من إصدار خطابات الاعتماد للشحنات التي يعود مصدرها لروسيا.
لم تصل الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا، مع ذلك، إلى حد منع وصول روسيا إلى "سويفت"، منصة مراسلة متكاملة للطلبات والمدفوعات الدولية، مما يعني إمكانية استمرار التسويات بالدولار واليورو.
قالت شركات التكرير والتجار، إنَّ المشترين الصينيين سيتوقفون لفترة قصيرة، إذ ينتظرون ظهور المزيد من الوضوح في الأيام المقبلة.
أضافوا أنَّ الشركات لا تريد أن تواجه موقفاً لا يوجد فيه أي خيار أمامها سوى دفع المزيد، لشحن البضائع أو التورط في مشكلات الدفع.
في وقت سابق من الشهر الجاري؛ كان المشترون الصينيون يشترون بنشاط خامات نفط روسية مثل: "إسبو"، و"سوكول" من موانئ كوزمينو، ودي كاستري في الشرق الأقصى، وفقاً لتجار آسيويين. كما كانوا يشترون شحنات خام الأورال، الذي يتم تحميله عبر موانئ البحر الأسود، فقد تراجعت الفروق بعد أن ابتعد المشترون الغربيون عن النفط الروسي لصالح شراء خامات بديلة.
من المقرر بدء دورة التداول المرتقبة لخام إسبو، وسوكول في منتصف مارس فقط؛ في حين عُرض خام الأورال بخصم قياسي خلال الأسبوع الجاري.
ارتفع وصول خام إسبو إلى الصين إلى مستوى قياسي بلغ 818 ألف برميل يومياً في يناير، ومن المتوقَّع أن ينخفض إلى 529 ألف برميل يومياً الشهر الجاري، وفقاً لشركة البيانات والتحليلات "كبلر" (Kpler).
سيصل ما لا يقل عن 86 ألف برميل من خام الأورال عبر ميناء أوست لوغا إلى الصين في مارس، وهي أكبر كمية منذ يونيو 2020. تشتري الصين أيضاً خام إسبو عبر خط أنابيب داخلي يربط الحقول الروسية بـ "داتشينغ".