حذّرت وكالة الطاقة الدولية من ارتفاع أكبر في أسعار النفط العالمية بسبب معاناة تحالف "أوبك +" المزمنة لإنعاش الإنتاج، ما لم يضخ عمالقة الشرق الأوسط في المجموعة المزيد من النفط للتعويض.
ارتفع النفط الخام إلى أعلى مستوى في سبع سنوات فوق 90 دولاراً للبرميل مع ارتداد الطلب من الوباء، في الوقت الذي تتأخر فيه الإمدادات بجميع أنحاء العالم. يعاني تحالف "أوبك +"، المكوّن من 23 دولة، من نقص الاستثمار والاضطرابات في ظل عدم قدرته على استعادة كافة الإنتاج الذي أوقفه، وهي مشكلة تتوقع وكالة الطاقة الدولية تفاقمها.
وكالة الطاقة الدولية: الطلب على النفط سيواصل الارتفاع.. و"أوبك+" بحاجة لزيادة الإنتاج
مع انخفاض مخزونات النفط إلى أدنى مستوياتها في سبع سنوات، ترى الوكالة أن الأسواق ستواجه مزيداً من الضغوط.
قال توريل بوسوني، رئيس قسم الأسواق والصناعة بالوكالة، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ اليوم الجمعة: "سوق النفط ضيقة بشكل لا يصدق، ويستمر ارتفاع الأسعار لتصل حالياً إلى مستويات غير مريحة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم".
مليار برميل
بحلول نهاية العام، قد يصل النقص بين كمية النفط المفترض ضخها من قبل "أوبك +" وما سلمته بالفعل منذ بداية عام 2021 إلى مليار برميل، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية. كان ارتفاع الأسعار مصدراً حاداً لمعاناة الاقتصادات الكبرى، وأدى إلى زيادة التضخم وتسبّب في أزمة في تكلفة المعيشة للملايين.
قالت الوكالة، ومقرها باريس، في تقريرها الشهري: "إذا استمرت الفجوة المستمرة بين إنتاج (أوبك +) والمستويات المستهدفة، سترتفع توترات العرض وسيزيد ذلك من احتمالية حدوث المزيد من التقلّبات والضغوطات التصاعدية على الأسعار".
وكالة الطاقة الدولية: الطلب على النفط سيتجاوز مستوى ما قبل "كورونا" في 2022
مع ذلك، يمكن تجنب الصدمة الاقتصادية إذا قام أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ممن لديهم احتياطيات إضافية بضخها.
قالت الوكالة: "يُمكن تقليص هذه المخاطر التي سيترتب عليها تداعيات اقتصادية واسعة، إذا قام منتجو الشرق الأوسط ممن لديهم قدرة فائضة بتعويض أولئك الذين نفدت لديهم الكميات".
لدى السعودية، أكبر منتج في "أوبك"، أكبر جزء من الطاقة الفائضة للمجموعة، ولكنها قاومت حتى الآن فكرة الاستفادة من هذه الاحتياطيات بسرعة أكبر، معتبرة أنه ينبغي احترام الحصص الفردية التي حددتها اتفاقية "أوبك +".
وكالة الطاقة الدولية تتوقع تضاعف قدرات الطاقة المتجددة في المنطقة
رغم تحذيرات وكالة الطاقة الدولية، ما تزال تشير توقعاتها إلى عودة أسواق النفط العالمية إلى الفائض لبقية هذا العام، مع انتعاش الإمدادات خارج "أوبك +". وعدّلت الوكالة توقعاتها لنمو إمدادات النفط الأمريكية في عام 2022 بمقدار 240 ألف برميل يومياً إلى 1.2 مليون برميل يومياً.
كما أجرت الوكالة زيادات كبيرة في تقديراتها التاريخية للطلب خلال السنوات القليلة الماضية من خلال ترقية مليون برميل يومياً لعام 2021. وتساعد المراجعة في تفسير التناقض بين التقدير النظري للتغييرات في المخزونات من قبل وكالة الطاقة الدولية وما يمكن اكتشافه .