يضخ عمالقة النفط في العالم سيولة ضخمة، وكأن سعر النفط وصل فعلياً عند 100 دولار للبرميل.
حققت كل "بريتش بتروليوم" و"شل" و"توتال إنيرجيز" و"إكسون موبيل" و"شيفرون" أكبر تدفق نقدي حر منذ بداية 2008، عندما ارتفع النفط فوق 100 دولار للبرميل لأول مرة. لكن لم يصل النفط الخام إلى هذا الحد بعد، ويقل مستوى الإنفاق بكثير، مما يعني أن هناك المزيد من الأموال التي يمكن إعادتها إلى المستثمرين.
قالت لورا هوي، محللة الأسهم لدى "هارغريفز لانسداون" (Hargreaves Lansdown): "اضطرت شركات النفط والغاز في العقد الماضي إلى تقليص النفقات. وتستفيد الشركات الأصغر حجماً من الصعود الحالي، خاصة وأن أسعار النفط المرتفعة تبدو مستمرة".
تجاوزت أرباح الربع الأخير من العام الماضي للشركات الخمس الكبرى في الغالب توقعات المحللين، حيث أعلنت عن تدفق نقدي حر مُجمّع قدره 37 مليار دولار، حين وصل متوسط خام برنت إلى نحو 80 دولاراً للبرميل. ويقارن ذلك بـ40 مليار دولار في الربع الأول من 2008، عندما كان المتوسط 96 دولاراً. كما قفز صافي الدخل المعدل إلى 31 مليار دولار، وهو أعلى ربع في أكثر من 9 سنوات.
منعطف كبير
يعتبر هذا منعطفاً كبيراً بالنسبة لصناعة كانت تعاني من ديون متضخمة، وانهيار في أسعار السلع الأساسية، وسط جائحة كورونا في عام 2020. والذي في نهايته خسرت الشركات الخمس الكبرى مجتمعة ما يقرب من 19 مليار دولار.
مع ذلك، أمضت الشركات جزءاً كبيراً من عام 2020 في خفض التكاليف بشكل كبير، مع الإعلان عن تسريح عشرات الآلاف من العمال، وفي بعض الحالات خفّضت توزيعات الأرباح. دفع هذا الأمر الشركات إلى وضع جيد في عام 2021، حيث تحوّل التراجع إلى ارتفاع ملحوظ.
تبدو النظرة المستقبلية لهذا العام أيضاً متفائلة مع تزايد الطلب، ولكن العرض ما يزال "مقيداً إلى حد ما" بعد سنوات من نقص الاستثمار، وفقاً لباتريك بويان، الرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنيرجيز".
قال برنارد لوني، الرئيس التنفيذي لشركة "بريتش بتروليوم": "نتيجة للنقص في الاستثمار، يمكنك أن ترى عالماً يُسرّع فيه تحوّل الطاقة أسعار النفط إلى مستويات أعلى بكثير".
تُصرّ جميع الشركات الخمس على الحد من الإنفاق مع زيادات صغيرة نسبياً في ميزانيات العام. وستعزز كل من "إكسون" و"شيفرون" الاستثمار في إنتاج النفط الصخري في حوض بيرميان، ولكن هذا سيعوض إلى حدٍّ كبير انخفاض الإنتاج في أماكن أخرى من محافظهما. كما ستقوم "بريتش بتروليوم" بتوجيه الإنفاق الإضافي في الغالب إلى الشركات منخفضة الكربون. وهذا يعني المزيد من الفائض النقدي للمستثمرين.
قال بيراج بورخاتاريا، الرئيس المشارك لأبحاث الطاقة الأوروبية لدى "آر بي سي": "نرى مجالاً كبيراً لزيادة توزيعات الأرباح على المساهمين من المستويات الحالية إذا استمرت قوة السلع الأساسية".