زادت دول "أوبك" إنتاجها بحجم ضئيل للغاية الشهر الماضي وسط صراعات مزمنة بين الأعضاء، وتجدّد الاضطرابات في ليبيا، مما يدل ثانية على عدم قدرة المنظمة على تهدئة السوق المزدهرة.
من المتوقَّع أن تصادق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها على إحياء المزيد من الإمدادات المتوقفة خلال اجتماعها عبر الإنترنت يوم الأربعاء.
لكنَّ استطلاعاً أجرته بلومبرغ أظهر معاناة مجموعة الدول المصدرة الشديدة في شهر يناير، ويعود ذلك جزئياً إلى انخفاض الاستثمار.
توقعات بتمسك "أوبك+" بزيادة الإنتاج 400 ألف برميل في مارس رغم ارتفاع النفط
ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في سبع سنوات فوق 90 دولاراً للبرميل الشهر الماضي، مما أثار التوقُّعات بالعودة إلى الأرقام الثلاثية، مع فشل إمدادات "أوبك+" وأماكن أخرى في مواكبة الانتعاش القوي للطلب من الوباء.
يؤجج هذا الارتفاع موجة التضخم المحبطة للبنوك المركزية والمتسببة في أزمة تكلفة المعيشة للملايين.
تراجع الإنتاج في ليبيا
زاد 13 عضواً في "أوبك" الإنتاج بمقدار 50 ألف برميل فقط يومياً في يناير مع تلاشي المكاسب الطفيفة عبر المجموعة من خلال انخفاض قدره 140 ألف برميل يومياً في ليبيا، وفقاً للاستطلاع.
قام الأعضاء بضخٍّ إجمالي قدره 28.14 مليون برميل يومياً، وتعرّضت الحقول الغربية في ليبيا الواقعة شمال أفريقيا لحصار من قبل الميليشيات، مما أدى إلى إغلاق خزان "الشرارة" الأكبر لديها.
كما زادت دول "أوبك" العشر، المشاركة في اتفاقية مع غير الأعضاء مثل روسيا، إنتاجها بمقدار 160 ألف برميل يومياً، أي قرابة ثلثي الكمية المستهدفة.
"غولدمان ساكس": "أوبك+" قد يسرِّع وتيرة زيادة الإنتاج مع ارتفاع النفط إلى 90 دولاراً
كانت نيجيريا إحدى النقاط الإيجابية، فقد ارتفع إنتاجها بمقدار 100 ألف برميل يومياً مع عودة نظام تصدير "فورسادوس" (Forcados) الرئيسي إلى مستويات التشغيل العادية.
من المتوقَّع أن يُعطي تحالف "أوبك+"، الذي يضم 23 دولة، الإشارة لإعادة 400 ألف برميل يومياً لشهر مارس، برغم أنَّ ذلك الأمر متعثر أيضاً بسبب صعوبات فنية. كما بلغ التزام المجموعة بالتخفيضات نسبة قدرها 122% في ديسمبر، وفقاً لبيانات مقدّمة إلى لجنة داخلية أمس الثلاثاء.
صادرات ليبيا النفطية تقفز لأعلى مستوى منذ خمس سنوات
في الوقت نفسه، قال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار أمس الثلاثاء، إنَّ "أوبك" قد تتوصل إلى اتفاق "لتمديد سياسات الإنتاج الحالية لفترة قصيرة مقبلة".
تضع الصعوبات الواسعة في استعادة الإمدادات عبئاً متزايداً على دول الخليج في المجموعة، والتي تشمل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والعراق، والكويت.
لكن هذا يُثير قلق التجار بشأن السعة الفائضة التي يحتفظون بها لتغطية أي اضطرابات، سواء أكانت تتعلّق بخسائر أعمق في ليبيا أم بهجوم آخر شبيه بالضربة الموجّهة إلى أبوظبي بطائرة من دون طيار الشهر الماضي.
تستند الأرقام في التقرير إلى بيانات تتبُّع السفن، والمعلومات من المسؤولين، وتقديرات الاستشاريين من أمثال: "رايستاد إنرجي"، و"جيه بي سي إنرجي".