من المقرر أن يبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، تعزيز إمدادات الطاقة لأوروبا فضلاً عن العلاقات الدبلوماسية مع طالبان، وذلك خلال لقائهما اليوم الاثنين في البيت الأبيض.
وسيُطلع بايدن أمير قطر على الجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي لأزمة أوكرانيا، والتي دفعت الولايات المتحدة لتطلب من قطر زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المُسال، في حال أدت تداعيات غزو روسي لأوكرانيا إلى نقص الطاقة في أوروبا.
ورفض مسؤولون خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، أمس الأحد، الكشف عما إذا كانوا يتوقعون أن يوقّع الجانبان خلال زيارة اليوم الاثنين على اتفاق رسمي بشأن إمدادات الغاز الطبيعي المُسال إلى أوروبا. وتجدر الإشارة إلى أن أوروبا تعتمد على روسيا للحصول على حوالي ثلث إمداداتها من الغاز الطبيعي.
الغاز الطبيعي المُسال
تعد قطر إحدى أكبر منتجي الغاز الطبيعي المُسال على مستوى العالم، حيث يتم بيع حوالي ثلاثة أرباع صادراتها إلى دول آسيوية تفتقر إلى الطاقة، مثل اليابان وكوريا، وتقوم فعلياً بضخ كامل طاقتها من الغاز.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، فمن المقرر أن تشمل زيارة أمير قطر إلى واشنطن، التي كان محدداً لها نوفمبر الماضي، اجتماعات مع وزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس وأعضاء في الكونغرس. وسينضم وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الاجتماع بالمكتب البيضاوي.
ومن المرجح أن يتزامن مع زيارة أمير قطر، إعلان "بوينغ" عن التزام الخطوط الجوية القطرية بصفقة شراء 50 طائرة لتنضم إلى أسطول الشحن التابع لها من طراز "777 إكس"، حسبما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر الأسبوع الماضي. ويعد هذا الطراز أول طائرة جديدة من نوعها تنتجها "بوينغ" منذ ما يقرب من خمس سنوات.
أكد المسؤولون الأمريكيون على قوة العلاقات مع قطر، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتجارة وأفغانستان، حيث أشار أحد المسؤولين إلى أن قطر كانت وجهة العبور الرئيسية لأكثر من 60 ألف شخص تم إجلاؤهم من أفغانستان.
تم استئناف رحلات الإجلاء من أفغانستان بعد توقف دام شهوراً، حيث قال مطلعون على الوضع في وقت سابق إن عمليات أمن المطارات ستكون موضوع المباحثات بين الجانبين.
استثمرت قطر بشكل مكثف في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، وتخطط لزيادة حيازاتها في أمريكا والبالغة 30 مليار دولار لتصل إلى 45 مليار دولار. وصرح أحد المسؤولين أن واردات قطر من السلع والخدمات الأمريكية تجاوزت قيمتها 23 مليار دولار في السنوات الخمس الماضية.
وبينما ستكون هذه أول زيارة يقوم بها أمير قطر إلى البيت الأبيض منذ أن تولى بايدن منصبه، فقد تحدث الرئيس الأمريكي معه من قبل. والتقيا لأول مرة عندما كان بايدن يشغل منصب نائب الرئيس، وأجرى معه اتصالاً في أغسطس 2021.
يروج البيت الأبيض للزيارة باعتبارها الأولى لزعيم من دول مجلس التعاون الخليجي. وكان قادة آخرون من الشرق الأوسط قد أجروا اجتماعات ثنائية في المكتب البيضاوي مع بايدن، بما في ذلك رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في يوليو الماضي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت في سبتمبر.