تقلصت صادرات الغاز اليومية لشركة "غازبروم" إلى أسواقها الرئيسية في الأيام الخمسة عشر الأولى من العام الجديد إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2015، بينما تتزايد الانتقادات بأن الشركة تحجب الإمدادات عن أوروبا.
صدّرت شركة الغاز الروسية العملاقة 5.4 مليار متر مكعب إلى أسواقها الرئيسية، التي تشمل معظم أوروبا وتركيا والصين، حسبما ذكرت الشركة يوم الإثنين. وهذا يعادل متوسط التدفقات اليومية البالغ 360 مليون متر مكعب وهو أقل 18% تقريباً من متوسط الشهر الماضي، وفقاً لحسابات "بلومبرغ" بناءً على بيانات "غازبروم".
تتم مراقبة شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عن كثب، حيث إن نقص الوقود - وارتفاع الأسعار - يضر بالاقتصادات في جميع أنحاء القارة. قالت رئيسة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، مارغريت فيستاجر، الأسبوع الماضي إنها "تنتظر بفارغ الصبر" إجابات من شركة "غازبروم" بشأن ندرة المعروض. وفي اليوم الذي سبق ذلك، ألقى رئيس "وكالة الطاقة الدولية"، فاتح بيرول، باللوم على روسيا في أزمة الطاقة في المنطقة.
من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك للتلفزيون الرسمي يوم السبت "لا علاقة لروسيا ولا شركتنا المصدرة الرئيسية غازبروم بهذا". وأكد أن روسيا سلمت كميات "أكبر بكثير" من الغاز لعملاء مثل ألمانيا وتركيا التي استنفدت الكميات التي تعاقدت عليها.
وقالت الشركة يوم الإثنين إنها "توزع الغاز بما يتماشى مع طلبات المستهلكين والتزاماتها التعاقدية".
لا تقدم "غازبروم" تفصيلاً بخصوص صادراتها لكل دولة، مما يجعل من الصعب تقييم شحناتها إلى الاتحاد الأوروبي - أكبر مشترٍ منفرد للغاز الروسي، لكنها قالت إن التدفقات إلى تركيا والصين ارتفعت مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
نصف الكمية
انخفضت الشحنات اليومية للشركة عبر حدود الاتحاد الأوروبي إلى متوسط 250.5 مليون متر مكعب في النصف الأول من الشهر، أي أكثر بقليل من نصف الحجم للعام السابق، وفقاً لبيانات على موقع الشركة المنتجة.
كان خط أنابيب "يامال – أوروبا" الروسي يرسل الغاز في وضع عكسي - من ألمانيا إلى بولندا - لأكثر من ثلاثة أسابيع. تبلغ التدفقات عبر خط الأنابيب الرئيسي عبر أوكرانيا باتجاه سلوفاكيا حوالي ثلث المستوى المعتاد فقط.
في نهاية ديسمبر، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن شركة "غازبروم" تمتثل لصفقات توريد الغاز طويلة الأجل، وإن غياب الشحنات عبر "يامال – أوروبا" يعكس نقص الطلبات من العملاء الأوروبيين.
كما لم يؤدِّ ارتفاع الشحنات إلى الصين إلى عكس الاتجاه الهبوطي في إجمالي صادرات "غازبروم". من جانبه، قال الرئيس التنفيذي أليكسي ميللر، في وقت سابق من هذا الشهر، إنه منذ الأول من يناير، "وصل المنتج الروسي إلى مستوى جديد من الإمدادات"، على النحو المتوخى في اتفاقية طويلة الأجل، دون تقديم تفاصيل. ووفقاً لبيان "غازبروم"، كانت عمليات التسليم في النصف الأول من يناير أعلى بمقدار 1.5 ضعف، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
بلغ متوسط إنتاج "غازبروم" في النصف الأول من الشهر 1.54 مليار متر مكعب يومياً، وهو أعلى مستوى منذ عام 2014، وفقاً لحسابات "بلومبرغ".
يعتبر ذلك أعلى من مستويات ديسمبر بمقدار 1.1%. في الثلث الأخير من ذلك الشهر، وصلت شحنات "غازبروم" إلى السوق المحلية، وكذلك عمليات سحبها من مرافق التخزين تحت الأرض في روسيا، إلى أعلى مستوى لها في 10 سنوات، وسط انخفاض درجات الحرارة إلى مستوى غير معتاد.