من المتوقع أن تضخ مجموعة "أوبك بلس" المزيد من إمدادات النفط في اجتماعها المرتقب، الثلاثاء المقبل، ما يؤكد التفاؤل إزاء آفاق الطلب على الخام عالمياً.
من المرجح أن يمضي التحالف الذي يضم 23 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا في زيادة شهرية أخرى متواضعة قدرها 400 ألف برميل يومياً، حيث يستعيد ضخ الإنتاج الذي توقف أثناء الوباء، وفقاً لمسح أجرته "بلومبرغ".
قال العديد من المندوبين إنهم يتوقعون أن تستمر زيادة الإنتاج، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ خلال فبراير. و يرى تحالف "أوبك بلس" استمرار الطلب العالمي في التعافي خلال 2022، متأثراً بشكل "طفيف" من المتحور "أوميكرون".
تتجسد ثقة التحالف تجاه زيادة الإنتاج عبر ازدحام حركة المرور عبر الدول الآسيوية المستهلكة الرئيسية، وتضاؤل مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية بالقرب من 80 دولاراً للبرميل.
قال بوب مكنالي، رئيس شركة "رابيدان إنرجي غروب" ( Rapidan Energy Group) الاستشارية والمسؤول السابق في البيت الأبيض: "يمكن للسوق أن تستوعب كميات إضافية من النفط، طالما أن أوميكرون أو التراجع الكلي لا يسحقان الطلب مرة أخرى".
توقع 15 من 16 محللاً ومتداولاً شملهم استطلاع أجرته "بلومبرغ"، أن تتم الموافقة على زيادة الإنتاج في اجتماع التحالف عبر الإنترنت الثلاثاء المقبل.
تشير المؤشرات الخاصة باستهلاك الوقود إلى أنه يمكن استيعاب الإنتاج، حيث تسجل جميع الدول الآسيوية الكبرى باستثناء دولة واحدة ارتفاعاً في التنقل على أساس شهري، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ" باستخدام إحصائيات شركة " آبل" حتى 27 ديسمبر 2021.
ستوضح زيادة الإمدادات أيضاً أن الرياض لا تزال تدرك المخاطر التضخمية التي يعاني منها أكبر عملائها، بعد أن استجابت، الشهر الماضي، لدعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيادة الإنتاج لتهدئة أسعار البنزين الجامحة والمرتفعة بشدة.
في حين أن المتداولين قرأوا هذه الخطوة المفاجئة في البداية على أنها اتجاه نحو الهبوط، فقد ساعد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان على تعزيز معنويات السوق من خلال قرار بأن اجتماع "أوبك" سيظل من الناحية الفنية "في انعقاد"، بما يسمح لها، بتغيير مسار زيادة الإنتاج في وقت قصير إذا لزم الأمر.
القلق من الطلب
ولا يخلو الاستمرار في الزيادة الشهرية التالية، من المخاطر. وأظهرت الصين، أكبر دولة مستهلكة للنفط في آسيا، مؤشرات لضعف الطلب على الوقود وسط نهجها الصارم والحاسم بشأن عدم انتشار فيروس "كوفيد"، ونهجها المتشدد إزاء التلوث، وفقاً لبيانات ازدحام الطرق من مزودين محليين مثل شركة "بايدو".
وفي الولايات المتحدة، تتراكم بالفعل عمليات الإلغاء لدى شركات الطيران، مع إلغاء 1125 رحلة جوية، حيث أدى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى إعاقة عدد الموظفين.
وتقدر "أوبك" أن سوق النفط العالمية تعود إلى تسجيل الفائض، والذي سيتسع فقط خلال الأشهر المقبلة مع ارتفاع العرض من منافسي المنظمة، بما في ذلك اللجوء إلى الاحتياطيات أثناء الطوارئ من جانب الولايات المتحدة والمستهلكين الآخرين.
ومع توقع وصول الفائض إلى 2.6 مليون برميل يومياً في مارس، قد تحتاج المنظمة إلى إعادة النظر في إقرار زيادات أخرى للإنتاج.
قال بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في "سكاندينافيسكا إنسكيلدا بنكن"( SEB AB) "من غير المرجح أن يخطئ تحالف "أوبك+"، ويسمح للمخزونات بالارتفاع بشكل كبير".
وفي الوقت الحالي فإن التحالف غير منزعج بشكل خاص من احتمال حدوث انتعاش في المخزونات، كما قال أحد كبار المندوبين، الذي اعتبر أن المخزونات حالياً عند مستويات منخفضة، وأنه عادة ما يتم تجديدها خلال فترة هدوء الطلب الموسمي في الربع الأول من العام. بحسب بيانات "أوبك"، تقل المخزونات في الدول المتقدمة بمقدار 170 مليون برميل عن متوسطها للأعوام 2015-2019.
قال أولي هانسن، رئيس أبحاث السلع الأساسية في "ساكسو بنك" (Saxo Bank A/S) بـ كوبنهاجن: "لا أرى أي سبب يمنع المجموعة من الاستمرار في زيادة الإنتاج بالسرعة المتفق عليها، ليس أقلها النظر في التأثير المحدود على الطلب العالمي من تزايد حالات الإصابة بـ أوميكرون".
سوف يتم تخفيف زيادة إنتاج "أوبك +" على أي حال، لأن العديد من البلدان- وعلى الأخص أنغولا ونيجيريا - تكافح من أجل زيادة الإنتاج المسموح بها، بسبب الاستثمار المُقيد والاضطرابات التشغيلية.
نتيجة لذلك، من المرجح أن تكون الزيادة الفعلية في فبراير أقل من المستوى الرسمي البالغ 400 ألف برميل يومياً، حسبما قال "ماكنالي" من شركة "رابيدان".
ويعقد أعضاء "أوبك" اجتماعاً منفصلاً، الاثنين المقبل، لاختيار شخص الأمين العام للمنظمة، حيث قال مندوبون إن الكويتي هيثم الغيص، المرشح الوحيد رسمياً حتى الآن، يحظى بتأييد واسع للمنصب. وفي حال إقرار فوزه بالمنصب، سيحل "الغيص" مكان الأمين العام الحالي محمد باركيندو، الذي يختتم ست سنوات في المنصب بحلول يوليو. وقال يوهانس بينيني، رئيس مجموعة "جي بي سي إنرجي الاستشارية في فيينا: إن الغيص" ذكي للغاية ومحلل جيد".