مصافي التكرير الأمريكية تتعافى لكنها تحتاج لصيانة مكثفة قبل الصيف

تعرضت المصافي الأمريكية لشهور طويلة من انهيار الطلب بسبب كوفيد والأعاصير - المصدر: بلومبرغ
تعرضت المصافي الأمريكية لشهور طويلة من انهيار الطلب بسبب كوفيد والأعاصير - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عادت مصافي تكرير النفط الأمريكية للتعافي، بعد أشهر طويلة من انهيار الطلب بسبب كوفيد- 19، والأعاصير وحالة التجمد المميت على ساحل الخليج.

تزداد احتمالات تحقيق هوامش ربح أكبر في عام 2022 بالتزامن مع طلب أمريكي أقوى وفرص تصدير أفضل وتقلص المخزونات ومنافسة أقل نتيجة العديد من عمليات الإغلاق.

لكن ذلك يعني ضرورة تصرف المصافي بذكاء والإنفاق على أعمال الصيانة المكلفة وطويلة الأمد للاستفادة من تحسن السوق.

أوقف العديد من المصافي في العامين الماضيين عمليات الصيانة الرئيسية واكتفوا بإصلاحات صغيرة لإبقاء الوحدات قابلة للتشغيل. وعملت وحدات معالجة النفط الخام والإصلاح التجديدي، مثل وحدة تكسير السوائل التحفيزية بأقل من المعدلات المثلى خلال ذروة الوباء.

في لويزيانا، لا تزال "شل نوركو" تحاول العودة إلى طبيعتها بعد أن ضربها إعصار "إيدا" في أغسطس الماضي، وتبعه حريق في وحدة الخام الوحيدة لديها.

كما توقفت نسبة كبيرة من إنتاج ساحل الخليج لأسابيع في فبراير بسبب التجمد غير المسبوق الذي تسبب أيضاً في إتلاف بعض الوحدات وأنظمة التشغيل.

قال روبرت كامبل، رئيس أبحاث المنتجات النفطية في شركة الاستشارات "إنرجي أسبكتس" في لندن: "الكل ينظر لسوق البنزين ويقول إنه لا يمكننا تفويت الفرصة".

بيانات السوق واعدة

المصافي تخفض مخزوناتها. حيث تراجع حجم مخزونات البنزين إلى 219.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 3 ديسمبر بانخفاض 7.8%على أساس سنوي. كما بلغت مخزونات نواتج التقطير 126.6 مليون يومياً بانخفاض 16% عن العام السابق.

ارتفع مؤشر قياس الفارق (3-2-1)، الذي يقيس أرباح تكرير النفط الخام لمنتجات مثل البنزين والديزل، إلى 20.29 دولاراً للبرميل أمس الإثنين، بعد انخفاضه إلى نحو 16 دولاراً في 26 نوفمبر الماضي.

وعلى صعيد الطلب، ارتفع متوسط توريد ​​المنتجات لأربعة أسابيع ليبلغ 20.9 مليون برميل يومياً بزيادة 10% عن العام الماضي. كذلك ارتفع متوسط ​​الطلب الموسمي على البنزين لأربعة أسابيع إلى 9.08 مليون برميل يومياً، ليسجل بذلك أعلى ارتفاع في ذلك الوقت من العام منذ 2015.

قال آندي ليبو، رئيس شركة "ليبو أويل أسوشياترز" في هيوستن، إن فرص التصدير تبدو جيدة مع انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة مقارنة بأوروبا "مما يخلق ميزة هيكلية للتكرير في الولايات المتحدة".

وأشار إلى أنه بالإضافة إلى ذلك "إذا تمت السيطرة على سلالة أوميكرون فإن التوقعات بشأن قطاع التكرير الأمريكي تبدو جيدة جداً".

يتوقع ديفيد تونيان، محلل المنتجات النفطية في هيوستن لدى شركة الاستشارات "إنرجي أسبكتس" أن تستهلك الصيانة ما يعادل 1.1 مليون برميل يومياً من إنتاج الخام الأمريكي من يناير إلى أبريل وهو الرقم القابل للزيادة في حالة حدوث انقطاع غير مخطط له وذلك بالمقارنة بخفض الطاقة الانتاجية للنفط الخام بسبب الصيانة بمتوسط بلغ ​​1.2 مليون برميل يومياً خلال نفس الفترة في الأعوام 2015-2019.

قال جون أويرز، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "تيرنر ماسون" في دالاس: "من المحتمل أن تزداد الانقطاعات الدورية في الشتاء والربيع، وينبغي أن يكون ذلك جيداً للهوامش. ويجب أن يكون عام 2022 جيداً لشركات التكرير فالكثيرون منهم ومن بينهم نحن متفائلون بصيف قوي جداً".

وأشار تونيان إلى توقع "إنرجي أسبكتس" مواصلة التحسن خلال النصف الأول من العام المقبل نتيجة تسارع التوظيف وتراجع العمل من المنزل.

وتتوقع "إنرجي أسبكتس" أن يبلغ الطلب الصيفي ذروته في أغسطس عند 9.5 مليون برميل يومياً مقارنة بنحو 9.8 مليون برميل في أغسطس 2019. وسيبلغ متوسط ​​الطلب 9.16 مليون برميل يومياً في عام 2022 أقل من متوسط ​​عام 2019 البالغ 9.31 مليون برميل، ولكنه أعلى من متوسط ​​عام 2021 البالغ 8.83 مليون.

ولكن يبدو أن العام المقبل لن يخلو من التحديات. حيث يرى كلاً من كامبل وأويرز أن نقص العمالة الماهرة اللازمة لإتمام عمليات الصيانة يمكن أن يحد من عمليات الصيانة التي سيتم القيام بها مطلع العام المقبل.

[object Promise]
اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك