بدأت "أوبك" وحلفاؤها اجتماعات على مدى يومين لمناقشة زيادة مزمعة للإنتاج، مع تزايد التوقعات بأن المجموعة ستتمهل مؤقتاً بسبب التهديد الذي تفرضه سلالة "أوميكرون" الجديدة من فيروس كورونا.
التزم الوزراء الصمت التام بشأن نواياهم. وقال وزير النفط العراقي، إحسان عبد الجبار إسماعيل، وهو أحد القلائل الذين تحدثوا بشكلٍ رسمي عن سياسة الإنتاج، إنه سيوافق على ما تقرره المجموعة، سواء كان زيادة في المعروض أو توقفاً مؤقتاً. بينما توقع غالبية المحللين والمتداولين الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته بلومبرغ اتخاذ الإجراء الثاني.
انعكس وضع سوق النفط فجأة بالنسبة للتحالف الذي تقوده السعودية وروسيا. خلال الشهر الماضي، واجهت المجموعة ضغوطاً من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة لزيادة التوريدات بسرعة أكبر.
ولكن بعد أن أدت سلالة "أوميكرون" إلى تداول النفط الخام في سوق هابطة، تبدو أكثر الزيادات تواضعاً خطرة أكثر.
قال وزير الموارد المعدنية والبترول الأنغولي، ديامانتينو أزيفيدو، في الجلسة الافتتاحية للاجتماع اليوم الأربعاء: "يأتي الظهور المفاجئ لمتحوِّرٍ جديد يحتمل أن يكون أكثر خطورة كأولوية لعمليات الإغلاق الجديدة"
وأضاف: "في هذه الأوقات المضطربة، من الضروري أن تبقى (أوبك+) حكيمة في نهجها، ومستعدة للسلوك الاستباقي كما تتطلب ظروف السوق".
انخفاض الأسعار
تراجعت العقود الآجلة للنفط بنسبة 18% في نيويورك عن أعلى مستوى لها في سبع سنوات في أواخر أكتوبر، عندما كان انتعاش الطلب العالمي على النفط من الوباء يثير مخاوفَ بشأن الخطر التضخمي لارتفاع تكاليف الوقود.
وبسبب إحباطه من رفض الرياض تسريع إحياء التوريدات التي توقفت أثناء الوباء، نسق الرئيس الأمريكي جو بايدن تحريراً متعدد الجنسيات لأكثر من 50 مليون برميل من احتياطيات مخزونات النفط، وهو ما تم الإعلان عنه في 23 نوفمبر.
دفعت هذه الخطوة تحالف "أوبك+" الذي يضم 23 دولة إلى التفكير في الرد من خلال إلغاء الزيادة التالية في الإنتاج، وهي إضافة إنتاج 400 ألف برميل يومياً، والتي كان من المقرر إجراؤها في يناير.
وعندما تسببت السلالة الجديدة من الفيروس في تراجع الأسعار بنسبة 12% في لندن يوم الجمعة، ازداد ميل المجموعة نحو التوقف المؤقت فقط.
وقالت هيليما كروفت، كبيرة إستراتيجيي السلع في "آر بي سي كابيتال ماركتس": "يبدو أن هذا هو بالضبط السيناريو الذي تم تصميم خيار الإيقاف المؤقت من أجله عندما أعلنت مجموعة المنتجين عن خطة الزيادة المرحلية في يوليو".
فائض يلوح في الأفق
تشير الأبحاث الداخلية التي أجرتها منظمة البلدان المصدرة للنفط إلى أن الأسواق العالمية ستغرق بفائضٍ قدره 3 ملايين برميل يومياً خلال الربع الأول. يمكن أن يصل الفائض إلى 4.8 مليون برميل يومياً في سيناريو أكثر تشاؤماً للطلب.
مع تدهور التوقعات، توقع 18 من أصل 25 من المتداولين والمحللين والوسطاء في استطلاع عالمي أجرته بلومبرغ نيوز أن "أوبك+" ستؤجل زيادة الإنتاج.
قد يتناسب ذلك بالتأكيد مع ما قاله وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الذي اختار مراراً وتكراراً توخي الحذر عند استئناف الإنتاج المتوقف.
وقالت فاندانا هاري، مؤسسة "فاندا إنسايتس" في سنغافورة: "خلاصة القول، أنا أتوقع أن تدافع "أوبك+" بقوة عن توازن التوريدات الذي عملوا بجد لاستعادته منذ العام الماضي".
حتى أن المتداولين تكهنوا بأن "أوبك+" يمكن أن تخفض الإمدادات بدلاً من زيادتها إذا زادت أسعار النفط الخام - التي ارتفعت بنسبة 4%عند حوالي الساعة 6 صباحاً في نيويورك - من التباطؤ الاقتصادي.
من شأن مثل هذه الخطوة أن تؤدي إلى توتر علاقة الرياض المشحونة بالفعل مع واشنطن. تشير زيارة دبلوماسية أمريكية حديثة للمنطقة إلى أن الجانبين يسعيان إلى تهدئة التوترات.
قال كروفت: "لا يمكننا أن نستبعد تماماً أن الأمير عبد العزيز سيفاجئنا جميعاً نظراً لأنه يحب النهايات المفاجئة".
بدأت الاجتماعات يوم الأربعاء الساعة 1 بعد الظهر. بتوقيت لندن، عندما اجتمع أعضاء أوبك الـ13 عبر الإنترنت. ويعقب ذلك اجتماع لهيئتهم التحليلية - اللجنة الفنية المشتركة - بعد ساعات قليلة. ومن المقرر أن يجتمع تحالف "أوبك+" الكامل بشكل افتراضي غداً الخميس.
وقال وزير النفط العراقي لوكالة الأنباء العراقية: "موقف العراق من مواصلة الإفراج عن 400 ألف برميل يومياً، أو إيقافه مرهون بما ستقرره أوبك في اجتماعها".